تأثرت السياحة في مصر باندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، حيث تباطأ معدل الحجوزات في المقاصد السياحية القريبة من الحدود، في حين استقرت نسبيا في باقي المدن السياحية وأبرزها الأقصر وأسوان، اللتان تستقبلان آلاف السياح في هذا التوقيت من العام لاعتدال الطقس خلال فصل الشتاء.
وأكد مسؤول بإحدى الشركات السياحية، أن عودة الحجوزات لمعدلاتها الطبيعية مرتبط باستقرار الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.
واستقبلت مصر أكثر من 7 ملايين سائح خلال النصف الأول من عام 2023، وهو أعلى معدل سجلته خلال هذه الفترة في تاريخها، ويتوقع أن تستقبل 15 مليون سائح مع نهاية العام الحالي.
وقال رئيس جمعية مستثمري نويبع وطابا، سامي سليمان إن “الحرب في غزة أثرت على معدلات الحجوزات في المدن القريبة من الحدود، وهي طابا ونويبع والعريش، في حين لم تتأثر باقي المقاصد السياحية سواء المطلة على ساحل البحر الأحمر مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم أو بمدينتي الأقصر وأسوان جنوب البلاد”.
وطالب سليمان، في تصريحات خاصة ، بـ”ضرورة تدخل وزارة السياحة من خلال هيئة تنشيط السياحة للترويج للسياحة الداخلية إلى مدينتي طابا ونويبع لتعويض غياب السياحة الوافدة من الخارج، خاصة في ظل تطور البنية التحتية المؤدية للمدينتين من خلال شبكة طرق تسهل انتقال المواطنين من محافظات الدلتا إلى طابا ونويبع في ساعات معدودة، إضافة إلى مساندة الفنادق العاملة بالمدينتين لتأجيل سداد المستحقات الحكومية، لحين تحسن الأوضاع واستقرار صرف رواتب العاملين بالفنادق”.
وعقدت لجنة تنشيط السياحة، أول اجتماعاتها في وقت سابق من الشهر الجاري، وناقشت خطط الترويج للسياحة من خلال تنفيذ حملات ترويجية في الأسواق السياحية المستهدفة، وتنظيم عدد من الاستضافات والزيارات التعريفية لمصر، وإطلاق مجموعة من الحملات الدعائية بعدد من الأسواق، بجانب المشاركة في عدد من المعارض السياحية الدولية خلال الأشهر المقبلة، وفقا لبيان صحفي.
وقال الخبير السياحي، ونائب رئيس إحدى الشركات للقرى والمنتجعات السياحية، سامح سعد، إن “معدلات إشغال الفنادق انخفضت في أعقاب اندلاع الحرب، من تداعيات الأحداث على المنطقة”، مضيفا أن “استمرار توتر الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة يؤثر على خطط شركات السياحة المستقبلية، لعدم معرفتها مدى تداعيات الحرب على السياحة أو توقعات انتهاء هذه التوترات في المدى القريب”.
وارتفع معدل الإشغال في الفنادق إلى 68% خلال الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بنسبة 61% خلال نفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفعت إيرادات الغرفة بنسبة 8% لتصل إلى 95 دولارا، على الرغم من انخفاض متوسط أسعار الغرف اليومية في القاهرة بنسبة 3% ليصل إلى 144 دولارًا في الفترة من أول يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية أغسطس/ آب الماضي، وفقا لتقرير لشركة “جيه إل إل”.
وأوضح سعد، في تصريحات خاصة ، أن “معدلات الإشغال في المقاصد المصرية تباينت في أعقاب اندلاع الحرب، إذ تأثرت شرم الشيخ لتصل بها نسب الإشغال أكثر من 60%، فيما انخفضت بنسب طفيفة والأقصر وأسوان حيث تراجعت نسب الإشغال من 100% إلى 80%”، مضيفا أن “مصر أكثر المتضررين في المنطقة من التوترات السياسية، لتزامنها مع الموسم الشتوي، والتي تستقبل فيه البلاد أعداد ضخمة من مختلف الجنسيات”.
وذكر سامح سعد أن “النسبة الأكبر من تباطؤ الحجوزات للفنادق المصرية من الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المناطق، ولكن ليست نسب إلغاء كاملة، فمازالت مصر تستقبل وفود سياحية أمريكية”، مذكرا بنفس الأوضاع خلال حرب الخليج، حيث انخفضت نسبة الإشغال في مصر خلال فترة الحرب، مضيفا :”دائما ما تتأثر البلاد مع أية توترات في المنطقة، ولذا مع استقرار ستعود الحجوزات لمعدلاتها الطبيعية، وقد يفوق المحقق في ظل الطفرة في القطاع خلال الفترة الماضية”.
ويقدر عدد الغرف الفندقية في مصر بحوالي 215 ألف غرفة، ومن المتوقع إضافة 25 ألف غرفة جديدة بحلول العام المقبل، وفقا لتصريحات وزير السياحة أحمد عيسى.
وقال سامح سعد إن “مصر تعتمد خلال الموسم الشتوي على السياحة الثقافية الوافدة من أمريكا، والتي يقدر عددهم بنحو مليون سائح خلال عام 2023، يليهم ألمانيا ويقدر عددهم بنحو مليوني سائح، يتوزعان بين السياحة الثقافية لمدن الأقصر وأسوان والسياحة الشاطئية لمدينة الغردقة، والتي تأثرت بها الإشغال في الفترة الحالية بنسبة طفيفة”.