قال النائب في البرلمان الأردني عمر العياصرة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للأردن ولقائه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، حملت رسائل أردنية سياسية ودبلوماسية “غاضبة وتحذيرية”، تتسق مع خطاب المملكة المعلن للدول الغربية، بالدعوة إلى “وقف الحرب على غزة كضرورة قصوى”، منعًا “لانفجار الأوضاع في المنطقة”، أنها زيارة “لم تلق حفاوة، لا رسميًا ولاشعبيًا”.
ولاقت زيارة ماكرون “رفضا شعبيا أردنيا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال وقفة تضامنية مساء الثلاثاء، تنظّم يوميا في منطقة الرابية بالقرب من مقر السفارة الإسرائيلية في عمّان، إذ أطلق مشاركون هتافات ضد ماكرون والسياسة الخارجية الفرنسية في ملف الحرب على غزة، ستتجدد، بحسب دعوات رصدت للتظاهر أمام السفارة الفرنسية في عمّان، مساء الأربعاء.
في الأثناء، ربط العياصرة في حديثه ، بين الموقف الأردني الغاضب من الانحياز الغربي “للحكومة الإسرائيلية” في حربها على غزة، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون خلال مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفها إياها “بالفاشية”.
وبالرغم من استقبال ماكرون وفقا لبروتوكول استقبال زعماء ورؤساء الدول القائم على المعاملة بالمثل وخروج عمدة عمّان لاستقباله في المطار، إلا أن ماكرون لم يظهر بأية تصريحات لوسائل الإعلام، ولم تنقل عنه تصريحاته خلال اللقاء.
ورأى العياصرة أن التصريحات وما سبقها من مواقف، انعكست على البروتوكول الرسمي “الذي اتسم بالبرود” في استقبال ماكرون، وعلى التصريحات التي خرجت عن اللقاء الثنائي.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” الثلاثاء نبأ وصول ماكرون إلى المملكة، قائلة إنه كان في استقباله رئيس بلدية عمّان يوسف الشواربة، ومحافظ العاصمة الذي يعتبر مسؤولا إداريًا يتبع وزارة الداخلية الأردنية، إلى جانب السفير الفرنسي في عمّان، وذلك لدى وصوله مطار ماركا العسكري.
وتابع العياصرة بالقول : “ماكرون أدان المقاومة الفلسطينية ووصفها بأنها إرهاب، كما أنه دعا إلى توسيع نطاق التحالف الدولي ضد داعش لمواجهة حماس ولا يرى قتل الفلسطينيين. ليس من المعقول أن يمنح الأردن ماكرون مساحة وحفاوة سياسية ودبلوماسية وإعلامية على ضوء كل ذلك. هذا يشبه تمامًا ما جرى عند إلغاء القمة الرباعية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيسين المصري والفلسطيني، عشية قصف مستشفى المعمداني في غزة”.
ورأى العياصرة أن هذه رسالة جديدة “قوية للغطاء الغربي” من الأردن، الذي لم تصدر عنه إدانات للحرب على غزة فقط، بل “إدانة صريحة للموقف الغربي أيضًا”، وأضاف” الأردن يشتبك اليوم اشتباكًا مباشرًا مع الملف”.
وفي وقت لاحق الأربعاء، أصدر الديوان الملكي الأردني بيانًا حول اللقاء المشترك تلقت C، أكد فيه الملك عبدالله الثاني، على ضرورة إنهاء “دوامة العنف والوصول إلى أفق سياسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وضمان الأمن وتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين”، قائلا إن “وقف الحرب على غزة ضرورة قصوى، وعلى العالم أن يتحرك فورا بهذا الاتجاه.”
ولم تقتصر التصريحات الملكية على ذلك، بل حذر العاهل الأردني خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية في العاصمة عمّان، “من استمرار الحرب على قطاع غزة، الذي قد يدفع إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة”، كما أورد البيان “مطالبة” الملك “المجتمع الدولي بالتحرك فورًا للضغط على إسرائيل لوقف الحرب وحماية المدنيين وكسر الحصار عن القطاع”، إلى جانب التحذير من تدهور الوضع الإنساني ورفض أية محاولات “لتهجير” سكان غزّة.