ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “ح-ما-س” مقترح وقف إطلاق النار؟

 رفضت حركة “ح-ما-س”، الخميس، مقترح قدمته إسر-ائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع  لوقف إطلاق النار، وفقًا لقيادي كبير في الحركة، ودعت بدلًا من ذلك إلى مقترح “شامل” لإنهاء الحرب.

وقال القيادي : “المقترح مرفوض بالكامل وبالتفصيل، وأضاف: “نريد اتفاق شامل”.

ودفع هذا الرفض نوابا إسر-ائيليين من اليمين المتشدد إلى إصدار دعوات لتصعيد فوري في غ-زة، وحثوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على “إشعال فتيل الحرب والسعي إلى تحقيق النصر الكامل.

ولم يضمن مقترح وقف إطلاق النار الإسر-ائيلي إنهاء الحرب، ودعا إلى نزع سلاح غ-زة، وكلاهما خط أحمر لـ”ح-ما-س”، التي ترفض التخلي عن سلاحها، وتطالب بأن يتضمن أي مقترح إنهاءً دائمًا للحرب.

ودعا المقترح الإسر-ائيلي إلى هدنة لمدة 45 يوما، يسعى الجانبان خلالها إلى التفاوض على وقف إطلاق نار دائم.

وبموجب المقترح، سيتم إطلاق سراح الرهائن الـ59 المتبقين على مراحل، بدءًا بالإفراج عن الأمريكي الإسر-ائيلي عيدان ألكسندر في اليوم الأول من الهدنة كـ”لفتة خاصة” للولايات المتحدة كما سيتم إطلاق سراح 9 رهائن إسر-ائيليين آخرين على مرحلتين مقابل 120 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد وأكثر من 1100 معتقل دون توجيه تهم إليهم منذ هجوم “ح-ما-س” على إسر-ائيل في  7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويطالب المقترح الإسر-ائيلي أيضًا “ح-ما-س” بتقديم معلومات عن الرهائن الإسر-ائيليين الأحياء المتبقين لديها، “مقابل معلومات عن المعتقلين الفلسطينيين”، والإفراج عن جثث 16 رهينة إسر-ائيليًا متوفى مقابل رفات 160 فلسطينيًا متوفى تحتجزهم إسر-ائيل.

ودرست “ح-ما-س” المقترح  لعدة أيام قبل الرد عليه لكن منذ البداية، كانت فرص نجاحه ضئيلة، حيث أوضحت مرارا وتكرارا أنها تطالب بإنهاء الحرب كجزء من أي إطلاق سراح للرهائن، ورفضت الدعوات إلى نزع السلاح الكامل، كما دعت “ح-ما-س” إلى انسحاب كامل للقوات الإسر-ائيلية من غ-زة، بينما لم يتضمن المقترح  الإسر-ائيلي سوى إعادة انتشار مؤقتة للجيش.

 

وقال خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض، في تصريح تلفزيوني من قطر مساء الخميس،  إن “المقاومة وسلاحها مرتبطان بوجود الاحتلال، وهو حق طبيعي لشعبنا ولجميع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.

وأكد الحية أن ح-ما-س “مستعدة فورا” لبدء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل يطلق سراح الرهائن المتبقين مقابل عدد متفق عليه من الفلسطينيين المحتجزين، وأن يشمل هذا الاتفاق “بدء إعادة إعمار غ-زة وإنهاء الحصار المفروض عليها”.

وفي المقابل، قال وزير المالية الإسر-ائيلي اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش إن إسر-ائيل “ستواصل قصف غ-زة”، وأضاف، في بيان: “لن تستسلم دولة إسر-ائيل لح-ما-س، ولن تُنهي الحرب إلا بالنصر الكامل وتحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على ح-ما-س وإعادة جميع الرهائن”.

وكذلك ردد وزير الأمن القومي  اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، ما قاله سموتريتش، كاتبًا على تيليغرام: “لا اتفاق، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات فقط استمرار القتال حتى استسلام النازيين من غ-زة. استخدموا كل القوة والجبروت حتى تستسلم ح-ما-س”.

وقال “منتدى الأمل”، وهو جماعة يمينية تمثل عائلات الرهائن، قائلاً: “لن يُجبر ح-ما-س على التوسل من أجل اتفاق إلا بالضغط العسكري الهائل والحصار الشامل والاستيلاء على الأراضي. ماذا تنتظرون؟”.

 

وأوقفت إسر-ائيل المساعدات الإنسانية والإمدادات التي كانت تدخل القطاع في أوائل مارس/آذار، مما أشعل أزمة إنسانية وصفها مسؤولو الأمم المتحدة بأنها الأسوأ منذ بدء الحرب.

 وأدى الهجوم الإسر-ائيلي المتجدد على غ-زة إلى نزوح أكثر من 500 ألف فلسطيني في أقل من شهر، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

 وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غ-زة إن الهجمات على غ-زة أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1700 فلسطيني منذ 18 مارس.

وتقول إسر-ائيل بأن الحصار الإنساني ضغط على “ح-ما-س” للموافقة على وقف إطلاق النار.

 والأربعاء، صرّح وزير الدفاع إسر-ائيل كاتس قائلاً: “الضغط على ح-ما-س لتنفيذ الاتفاق كبير، والتوتر بينها وبين السكان المحليين يتزايد.

لكن هذا الضغط لم يُجبر “ح-ما-س” على قبول المقترح  الأخير.

الأمم المتحدة تحذر من “كارثة إنسانية”

وأصدرت الأمم المتحدة تحذيراً شديداً بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في غ-زة، قائلةً إن الإمدادات المنقذة للحياة تقترب من “الاستنزاف التام” بسبب منع إسر-ائيل للمساعدات.

 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك،  في مؤتمر صحفي، إن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في القطاع المحاصر، مع تزايد احتياجات الصحة النفسية بشكل كبير، وتدمير البنية التحتية الحيوية، والخدمات الأساسية على شفا الانهيار.

وأضاف دوجاريك أن ما يقرب من 90% من البنية التحتية للمياه – بما في ذلك الآبار ومحطات الضخ ومحطات الصرف الصحي – تعرضت للتدمير.

ودُمرت أو تضررت بسبب الأعمال العدائية، مما أدى إلى تفاقم مخاطر الأمراض وإجبار العائلات على الاعتماد على مصادر غير آمنة.

وتابع: “تتزايد مستويات التوتر، لا سيما بين الأطفال، مع استمرار العنف والحرمان”، مؤكدًا أن “إسر-ائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي لضمان الوصول إلى الغذاء والرعاية الطبية وخدمات الصحة العامة”.

 وجددت الأمم المتحدة مطالبها بتوفير وصول إنساني عاجل، محذرة من أن التأخير “يُعرض حياة الناس للخطر”.

وشنت إسر-ائيل حربها على “ح-ما-س” في غ-زة في أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم المفاجئ للحركة المسلحة على جنوب إسر-ائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، وفقًا للسلطات الإسر-ائيلية.

 

ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 51 ألف فلسطيني في غ-زة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

عن admin

شاهد أيضاً

الشرع يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.. وواشنطن تدعو لتجنب التصعيد في سوريا

 أعلنت الرئاسة السورية، السبت، أن الرئيس المؤقت للإدارة الحالية في البلاد، أحمد الشرع التقى وفدا من الكونغرس …