أعلن ديفيد زاسلاف، الرئيس التنفيذي لشركة Warner Bros Discovery، الشركة الأم لشبكة CNN، الأربعاء، عن تعيين مارك تومسون، رئيسا لشبكة CNN، بدءا من 9 أكتوبر/تشرين الثاني المقبل.
وسبق أن عمل تومسون رئيسا تنفيذيا لصحيفة “نيويورك تايمز” ومديرا عاما لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ويستعد الآن لتولي زمام شبكة CNN في واحدة من أهم الأوقات في تاريخها الممتد لـ43 عامًا.
وقال زاسلاف، في رسالة للموظفين: “مارك تومسون في مجال الأخبار منذ أكثر من أربعة عقود، وكما يعرف الكثير منكم لديه سجل استثنائي من الابتكار والتميز. أنا واثق من أنه القائد الذي نحتاجه ليتولى قيادة CNN في هذا الوقت الحساس”.
ويأتي تعيين تومسون، المدير التنفيذي الخبير في مجال الإعلام والذي يحظى بالاعتراف بدوره على نطاق واسع في إنقاذ صحيفة “نيويورك تايمز” خلال فترة اضطراب في تاريخ الصحيفة، يأتي هذا في وقت بالغ الأهمية لـCNN، حيث تواجه الشبكة عددًا كبيرًا من التحديات الكبرى.
وأبرز تلك التحديات، أن شبكة CNN تواجه تهديدًا وجوديًا لنموذج أعمالها بسبب الانكماش السريع للتلفزيون التقليدي، حيث تجني الشبكة الجزء الأكبر من إيراداتها.
وواجه تومسون تحدياً مماثلاً خلال فترة عمله في “نيويورك تايمز” عندما انهارت الصحيفة المطبوعة ذات التاريخ الطويل بسبب انتقال الجمهور إلى التصفح عبر الإنترنت وإلغاء القراء اشتراكاتهم في الصحيفة المطبوعة، ونجح تومسون آنذاك بتحويلها إلى قوة رقمية.
وتواصل CNN أيضًا التعامل مع بيئة سياسية شائكة، إذ يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي جعل شبكة CNN هدفاً رئيسياً في فترة ولايته الأولى، للوصول البيت الأبيض مرة أخرى في عام 2024 بينما يواجه العديد من الاتهامات الجنائية، كل ذلك يؤكد بالفعل أن غرف الأخبار ستضطر إلى السباحة عبر موجات من التضليل والتزييف، جنباً إلى جنب مع محاولات التشويه من ترامب وحلفائه.
ولتعزيز التحديات، سوف يواجه تومسون المهمة الصعبة المتمثلة بقيادة شركة أخبار عالمية قوامها 4000 موظف، عانت من العديد من الضربات المزلزلة في الأشهر الـ20 الماضية.
خلال تلك الفترة الصعبة، تم طرد الرئيس التنفيذي صاحب الفترة الطويلة، جيف زوكر، بشكل غير متوقع؛ وتم إغلاق خدمة البث CNN+ فجأة؛ وتم طرد المذيعين النجمين كريس كومو ودون ليمون؛ وتم تنفيذ العديد من عمليات التغيير في البرامج، بما في ذلك إعادة إطلاق برنامجها الصباحي الرائد وتنظيم البرامج في وقت الذروة؛ وحدثت عمليات تسريح جماعي.
ومما زاد من الاضطرابات أن بديل زوكر، كريس ليخت، أثبت أنه قائد لا يحظى بشعبية خلال فترة عمله القصيرة كرئيس تنفيذي، مع انخفاض الروح المعنوية إلى واحدة من أدنى المستويات في تاريخ الشركة الممتد لأربعة عقود.
في عام قضاه في المنصب، أبعد ليخت الموظفين وقام بتنفيذ تغييرات في البرامج ساهمت في انخفاض التقييمات، وتحت قيادته، بدأت MSNBC في التغلب على CNN في مقاييس التقييم الرئيسية.
في نهاية المطاف، تم طرد ليخت في يونيو/حزيران بعد مقال في مجلة “The Atlantic” رُصدت له فيه عدد من التعليقات، بما في ذلك الحديث بسوء عن تغطية الشبكة قبل فترة ولايته، ما جعل مواصلة قيادته المؤسسة مستحيلا.
وعندما قام زاسلاف بطرد ليخت، عيّن فريق قيادة مؤقت مكون من أربعة أشخاص هم رئيسة قسم المواهب إيمي إنتيليس، رئيسة قسم جمع الأخبار فيرجينيا موسلي، ورئيس قسم البرمجة إريك شيرلينج، ورئيس القسم التجاري ديفيد ليفي.
وقام الفريق، الذي سُمي بـ”The Quad” ضمن جدران المؤسسة، بتغييرات مؤثرة على الفور، إذ نجح بإعادة جزء من الروح المعنوية للموظفين واتخاذ قرارات مفصلية بشكل سريع.