على مدار 12 موسمًا، كتب السائق البريطاني لويس هاميلتون وفريق “مرسيدس” واحدة من أكثر القصص شهرة في تاريخ “الفورمولا 1“.
ورغم تحقيقهما معًا أرقامًا قياسية في عالم سباق السيارات، إلّا أن لكلّ منهما قصة نهاية.
ومن المقرر انتقال سائق “الفورمولا 1” إلى فريق “فيراري“، بينما ستبدأ “مرسيدس” عصرًا جديدًا بقيادة جورج راسل.
وقال هاميلتون لفريق الرياضي في قطر: “لقد حققنا الكثير من الإنجازات.. لقد قاتلنا عامًا بعد عام.. لقد مررنا بالعديد من النجاحات والصعوبات معًا”، مضيفًا: “نحن أنجح شراكة في التاريخ، وهو أمر لم نعرف أنّنا سنُحققه في البداية”.
التوقعات مقابل الواقع
بعد سيطرته على الميدان خلال عصر المحركات الهجينة التوربينية، أدى فشل “مرسيدس” في التكيّف مع اللوائح الفنية الجديدة منذ موسم 2022 إلى تراجع الفريق خلف “ريد بول” و”فيراري”.
وكانت حملة العام الماضي مؤلمة بشكل خاص، حيث سجّل الفريق موسمًا بلا فوز لأول مرة منذ عام 2011.
ورغم أن سباق جائزة قطر الكبرى بدأ في عام 2021 فقط، إلا أن حلبة “لوسيل” الدولية كان قد زينها هاميلتون بلمسة الفوز.
في الموسم الحالي، أمل هاميلتون و”مرسيدس” بتعويض خسارتهما والحصول على اللقب، لكن باءت المحاولة بالفشل.
وأوضح هاميلتون: “بمجرد وصولنا إلى الاختبار الأول، أدركنا أن لدينا مجموعة من المشاكل، ولم نكن سننافس على بطولة العالم.. كان الأمر صعبًا على الجميع بالتأكيد”.
لمسة الفوز
في حين أن الإنجازات والصعود على منصات التتويج كانت تجري بشكل متقطع في المواسم الأخيرة، إلا أن الحقائق والأرقام التي حققها البريطاني لا تزال محفورة بشكل بارز في كتب التاريخ.
ويحمل هاميلتون أرقامًا قياسية في “الفورمولا 1” لأكبر عدد من الانتصارات في مسيرته، وأكبر عدد من المراكز الأولى، وأكبر عدد من مرات الصعود على منصة التتويج، وأكبر عدد من النقاط في مسيرته.
ورغم نجاحاته المذهلة، إلّا أن السائق البريطاني يبقى متواضعًا بشأن إنجازاته.
وقال: “قصتي تُشبه أي قصة نجاح كبيرة أخرى في هذه الرياضة.. هناك العديد من الأشخاص الذين فازوا ببطولات عالمية متعددة”.
بعيدًا عن مضمار السباق، يقف هاميلتون، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة قضايا التنوع، والتمثيل، والشمول في رياضة السيارات من خلال مؤسسته الخيرية “Mission 44″.
هذا الأسبوع، أعلنت “الفورمولا 1” عن توقيع ميثاق رسمي جديد للتنوع والشمول، بناءً على تقرير قدمته لجنة هاميلتون في عام 2021.
وسيتم دعم تنفيذ الميثاق من قبل جمعية “Mission 44″ الخيرية، ويأمل مؤسسها أن يمهد ذلك الطريق لجيل جديد من الفرص داخل وخارج رياضة سباق السيارات.
بينما لا يزال هاميلتون يطمح لتحقيق مزيد من الأرقام القياسية في عالم سباق السيارات، إلّا أنه يأمل خوض مغامرة من نوع مختلف في عالم الفضاء.
وحقق السائق البريطاني، وهو يبلغ من العمر 39 عامًا، حلم طفولته عندما خرج مؤخرًا في رحلة تدريبية لرواد الفضاء في تكساس مع “IWC Schaffhausen“.
وخضع بدوره للتدريب ذاته المستخدم لإعداد طاقمي “Inspiration4″ و”Polaris Dawn” لمهام رحلات الفضاء التجارية، إذ قال: “لم أكن أتخيل أبدًا أنني سأحظى بفرصة القيام بشيء من هذا القبيل”.
وأضاف هاميلتون: “أنا لا أريد الخروج من الغلاف الجوي فحسب.. أريد الوقوف على أحد الكواكب أو السير على سطح القمر.. سيكون ذلك رائعًا نوعًا ما”.