شنت إيران أكبر هجوم لها على الإطلاق على إسرائيل في بداية شهر أكتوبر، حين أطلقت 180 صاروخا باليستيا تم اعتراض معظمها بواسطة الدفاعات المضادة للصواريخ التي تستخدمها إسرائيل والولايات المتحدة والأردن، وفقا لحكومات تلك الدول.
وقد أدى الهجوم الجوي، وهو أكثر خطورة بكثير من ضربة مماثلة في أبريل/ نيسان، إلى زيادة المخاطر في لحظة متوترة للغاية في جميع أنحاء الشرق الأوسط مع تصاعد الصراع الإقليمي الخطير.
تتنوع مواصفات وأنواع الصواريخ فيما يتعلق بالسرعة والدقة وطرق التشغيل، مما يؤدي إلى اختلافها في الأداء.
فعلى سبيل المثال، صواريخ كروز هي مركبات بدون طيار يتم دفعها بواسطة محركات نفاثة، تشبه إلى حد كبير الطائرة، يتم إطلاقها من منصات أرضية أو جوية أو بحرية وفقًا لمعلومات صادرة عن مركز الحد من الأسلحة الأمريكي. حيث ذكرت البيانات أن صواريخ كروز تبقى داخل الغلاف الجوي طوال رحلتها، ويمكنها الطيران على ارتفاع منخفض لا يتجاوز بضعة أمتار عن سطح الأرض. ورغم أن الطيران على هذا الارتفاع المنخفض يستهلك كمية أكبر من الوقود، إلا أنه يجعل من الصعب للغاية اكتشاف صواريخ كروز.
يمكن للمشغلين استخدام كاميرا مثبتة في مقدمة الصاروخ لرؤية ما يراه الصاروخ، وهذا يمنحهم الخيار لتوجيه الصاروخ يدويًا إلى هدفه أو لإحباط الضربة.
أما بالنسبة للصواريخ الباليستية، يتم تشغيلها في البداية بواسطة الصواريخ، ولكنها تتبع مسارًا مقوسًا غير مزود بالطاقة إلى هدفها. يمكنها حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية وتصنف حسب المدى: قصير المدى (أقل من 1000 كم)، متوسط المدى (1000-3000 كم)، متوسط المدى (3000-5500 كم)، وبعيدة المدى (أكثر من 5500 كم) بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
تمر رحلة الصاروخ بثلاث مراحل:
- مرحلة التعزيز (تعمل بالطاقة الصاروخية، وتدوم من 3 إلى 5 دقائق).
- مرحلة منتصف المسار (الصعود والهبوط غير الآليين، ما يصل إلى 20 دقيقة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات).
- المرحلة النهائية (العودة من الغلاف الجوي للأرض، وتدوم أقل من دقيقة).
يمكن للصواريخ الباليستية العابرة للقارات أن تصل إلى سرعات تصل إلى 24000 كم/ساعة، وتعود الرؤوس الحربية إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة تزيد عن 3200 كم/ساعة.
وبالنسبة للصواريخ فرط الصوتية، تشير عبارة “هايبرسونيك” إلى سرعات أعلى من 5 ماخ، أو خمسة أضعاف سرعة الصوت في الهواء. يُنظر إليه عمومًا على أنه وصف لنظام ديناميكي هوائي يختلف عن نظام السرعات المنخفضة – على وجه التحديد، حيث يصبح التسخين مهمًا جدًا لدرجة أنه يهيمن على فيزياء تدفق الهواء حول جسم متحرك، مثل طائرة أو صاروخ. على سبيل المثال، يصبح التنبؤ بالانتقال بين التدفق السلس والتدفق المضطرب على طول جسم مثل هذا الجسم أكثر صعوبة بكثير عند تجاوز سرعة 5 ماخ. ولهذه الحالة آثار على تسخين سطح الجسم وعلى أداء أسطح التحكم الديناميكية الهوائية التي تسمح اعتراض المناورة، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الميزانية بالكونغرس.
ذكر تقرير مكتب الميزانية بالكونغرس بأنج بإمكان أن تكون الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أفضل من الصواريخ الباليستية في اختراق الدفاعات الصاروخية بعيدة المدى التي تعمل خارج الغلاف الجوي. ومع ذلك، حتى الآن، لم ينجح أي خصوم محتملين للولايات المتحدة في تطوير مثل هذه الدفاعات. وفي مواجهة الدفاعات قصيرة المدى، من غير الواضح ما إذا كانت الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستتمتع بميزة على الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية القابلة للمناورة.
ونظرًا لتكلفتها، فإن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ستوفر قدرة متخصصة، مفيدة بشكل أساسي لمواجهة التهديدات التي تم الدفاع عنها بشكل جيد وحساسة للغاية للوقت (تتطلب ضربة خلال 15 دقيقة إلى 30 دقيقة). وإذا لم يكن الوقت مصدر قلق، فيمكن استخدام صواريخ كروز التي تعتبر أرخص ثمنا بكثير. إذا كانت الأهداف حساسة للوقت، ولكنها غير محمية بدفاعات تعترض بشكل فعال الصواريخ الباليستية القادمة في منتصف رحلتها، فيمكن استخدام الصواريخ الباليستية الأقل تكلفة ذات الرؤوس الحربية القابلة للمناورة.
إليكم نظرة في الإنفوغرافيك أعلاه على أبرز مواصفات ونقاط التشابه والاختلاف ما بين الصواريخ الباليستية والكروز والفرط صوتية.