غرق ما لا يقل عن 12 فلسطينيا قبالة ساحل شمال غ-زة بالقرب من بيت لاهيا ، أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات سقطت في البحر بعدما ألقتها طائرات، بحسب مسعفين.
وتظهر اللقطات التي حصلت عليها مئات الفلسطينيين وهم يهرعون إلى موقع إنزال المساعدات، وغامر بعضهم بالنزول إلى البحر أثناء سقوط المساعدات على شواطئ غ-زة، وتظهر بعض اللقطات محاولات لإنقاذ الأشخاص الذين غرقوا في البحر.
وقال أبومحمد، الذي شهد الحادث ، إن المساعدات أسقطت بعيداً عن الساحل في البحر، وبعد ذلك غرق العديد من الرجال “الذين لا يعرفون كيفية السباحة” أثناء محاولتهم انتشالها.
وأضاف: “كانت هناك تيارات قوية وسقطت جميع المظلات في الماء، والناس يريدون أن يأكلوا وهم جياع”، وتابع: “لم أتمكن من الحصول على أي شيء يمكن للشباب أن يركضوا ويحصلوا على هذه المساعدات، لكن الأمر مختلف بالنسبة لنا، ندعو إلى فتح المعابر، لكن هذه الأساليب المهينة غير مقبولة”.
وحث شاهد عيان آخر على حادث الغرق الجماعي في بيت لاهيا زعماء المنطقة على “النظر إلينا والرحمة بنا”.
وقال أبو محمود الناظر : “لا أحد يعتني بنا نحن نموت، وأطفالنا يموتون. ماذا تفعل؟ أين ضمير العالم؟”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل ما لا يقل عن 5 أشخاص وأصيب 10 آخرون في مخيم الشاطئ غرب مدينة غ-زة عندما سقطت عليهم مساعدات أسقطتها طائرات، بحسب ما أفاد أحد الصحفيين في مكان الحادث.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان مرارا عمليات الإنزال الجوي باعتبارها وسيلة غير فعالة ومهينة لإيصال المساعدات إلى سكان غ-زة، وبدلا من ذلك حثت السلطات الإسرائيلية على رفع القيود على المعابر البرية إلى القطاع.
ودعت حركة “حماس” الدول الغربية إلى وقف إسقاط المساعدات جوا إلى غ-زة، محذرة من أن طريقة إيصال المساعدات الإنسانية “مهينة وخاطئة وغير مناسبة وغير مجدية”.
وانتقدت “حماس” منذ البداية عمليات الإنزال الجوي، واصفة إياها بأنها “عديمة الفائدة وليست الطريقة الأفضل لإيصال المساعدات”.
وأدت القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل على المساعدات التي تدخل قطاع غ-زة إلى استنزاف الإمدادات الأساسية، مما أدى إلى تعريض جميع السكان البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون نسمة لخطر المجاعة، وفقا لتقرير تدعمه الأمم المتحدة.
وحذرت الهيئات الإنسانية، بما في ذلك “أوكسفام” و”هيومن رايتس ووتش”، من أن إسرائيل “تستخدم تجويع المدنيين كسلاح في الحرب في غ-زة، وهو ما يعد جريمة حرب”.
وفي المقابل، تصر إسرائيل على أنه لا يوجد “حدود” لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غ-زة، لكن نظام التفتيش الخاص بها يعني أن الإغاثة بالكاد تعبر.
ومع ذلك، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، الثلاثاء، إن هناك “زيادة كبيرة” في كمية المساعدات المتدفقة إلى غ-زة عبر المعابر المختلفة، مما أدى إلى وصول ما يقرب من 200 شاحنة يوميا، ارتفاعا من حوالي 100 شاحنة يوميا في فبراير/ شباط.
وجاءت حادث الغرق بعد يوم من سماح أمريكا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غ-زة.
ويطالب القرار، الذي قدمه الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و”الحاجة الملحة لزيادة تدفق المساعدات إلى غ-زة”.
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس على هذا القرار قائلا إن بلاده لن تلتزم به.
ومن جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإسرائيلية “يجب أن توقف على الفور حملة القصف الوحشي في غ-زة وتسهل إيصال المساعدات الإنسانية”، وأضافت أنه “يجب إطلاق سراح الرهائن المدنيين على الفور”.
ومن غير الواضح ما هي الدولة التي نفذت عملية الإنزال الجوي التي أدت إلى سقوط قتلى، فقد نفذت مصر وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وسنغافورة والإمارات والأردن عمليات إنزال جوي، يوم الاثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي، ، إنه لا يمكنه تأكيد التوقيت الدقيق لعمليات الإنزال الجوي من قبل دول مختلفة.
وتواصلت مع جميع وزارات الدفاع في الدول التي نفذت عمليات إسقاط جوي في ذلك الوقت تقريبا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن 3 طرود من المساعدات من أصل 80 تم إسقاطها خلال عملية الإنزال الجوي فوق غ-زة يوم الاثنين سقطت في البحر بعد عطل في المظلات.
وقالت نائبة المتحدث باسم “البنتاغون” سابرينا سينغ: “خلال عملية الإنزال الجوي، والتي شملت حوالي 80 طرد، سقطت 3 طرود في الماء بسبب عطل في المظلات”.
وأضافت: “من المهم ملاحظة أنه تم اختيار مناطق الهبوط للتخفيف من احتمالات فشل إسقاط المظلات، وفي حالة حدوث عطل في المظلة، تهبط الطرود في الماء”.