“بحاجة إلى قهوة”.. وزير مالية ألمانيا يرد على وصف بلاده بـ”رجل أوروبا المريض”

 تجاهل وزير المالية الألماني التلميحات بأن بلاده أصبحت مرة أخرى “رجل أوروبا المريض”. وقال الجمعة إنها فقط متعبة قليلاً وبحاجة إلى “فنجان من القهوة”.

انكمش الاقتصاد الألماني، الذي كان محرك النمو في أوروبا لفترة طويلة، العام الماضي بنسبة 0.3%، وهو على الأرجح الأداء الأضعف بين الدول الكبرى في المنطقة. ويتوقع بعض المحللين نموًا صفريًا في عام 2024.

وقال وزير المالية كريستيان ليندنر، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي: “أعرف ما يفكر فيه البعض منكم بأته ربما تكون ألمانيا رجلاً مريضًا. ألمانيا ليست رجلاً مريضًا.. ألمانيا رجل متعب بعد ليلة قصيرة”.

وأضاف ليندنر: “إن توقعات النمو المنخفضة هي في جزء منها دعوة للاستيقاظ، والآن لدينا فنجان قهوة جيد”.

وقال ليندنر إن ألمانيا “في بداية حقبة من الإصلاحات الهيكلية الجديدة”، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وأصبحت البلاد تعرف باسم “رجل أوروبا المريض” في أواخر التسعينيات مع تعثر اقتصادها وارتفاع معدلات البطالة. ومضت ألمانيا في التخلص من هذا اللقب من خلال تقديم سلسلة من إصلاحات سوق العمل، وازدهر اقتصادها في العقد الذي أعقب الأزمة المالية العالمية عام 2008.

وكان الانكماش الذي شهده أكبر اقتصاد في أوروبا العام الماضي هو الأول منذ ظهور جائحة كوفيد-19. أظهرت بيانات رسمية اليوم الاثنين أن ألمانيا تمكنت من تفادي الركود بأضيق الهوامش، لكن ضعفها يزيد من خطر الانكماش الاقتصادي في منطقة اليورو الأوسع.

وكتب دانييل كرال، كبير الاقتصاديين في أكسفورد إيكونوميكس، في مذكرة الجمعة: “من الواضح أن ألمانيا كانت الأسوأ أداء بين الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو العام الماضي”.

وأرجع مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني انخفاض الناتج المحلي الإجمالي إلى “أزمات متعددة”، بما في ذلك مستويات التضخم المرتفعة تاريخيا، وارتفاع أسعار الفائدة، وضعف الطلب المحلي والأجنبي على السلع الألمانية.

وأثبت اعتماد ألمانيا التاريخي على الغاز الطبيعي الروسي أنه كان بمثابة نقطة ضعفها في عام 2022. وكانت أسعار الطاقة الأوروبية في ارتفاع بالفعل عندما دفعها الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت مبكر من ذلك العام إلى مستويات قياسية. ثم مضت موسكو في خنق إمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية.

أدت أزمة الطاقة إلى شل قطاعات واسعة من الصناعة الألمانية. وحدثت تقلبات في أسعار الغاز الطبيعي منذ ذلك الحين ووجدت برلين موردين جدد للغاز ليحلوا محل روسيا، لكن الأزمة ألقت بظلالها الطويلة.

وقال ليندنر: “كان علينا إعادة اختراع البنية التحتية للطاقة الألمانية وإمداداتها في الأشهر الثمانية عشر الماضية… لقد أظهر اقتصادنا مرونة”.

وفي حين سجل إنتاج السيارات وتصنيع معدات النقل الأخرى في البلاد نموًا في العام الماضي، انخفض الإنتاج في الصناعات الكيميائية والمعدنية كثيفة الاستهلاك للطاقة. بشكل عام، انكمش الإنتاج الصناعي – الذي يهيمن عليه التصنيع – بنسبة 2٪.

كما أثرت المشاكل الاقتصادية التي تواجهها الصين على ألمانيا، وهناك خطر كبير آخر يلوح في الأفق، وهي أزمة الشحن في البحر الأحمر. قالت شركة تسلا إنها ستعطل العمل في مصنعها الضخم في برلين لمدة أسبوعين اعتبارًا من 29 يناير/ كانون الثاني بسبب تأخر شحنات المكونات.

عن admin

شاهد أيضاً

3 عوامل تبرز باجتماع أحمد الشرع “الجولاني” والوفد الأمريكي

عدد الكاتب السوري والزميل الاستشاري بمعهد تشاتام هاوس، هايد هايد، 3 عوامل مهمة تنبثق من اجتماع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *