قالت محامية أخرى تمثل جنوب إفريقيا، وهي تيمبيكا نكوكايتوبي، إن جنوب إفريقيا “ليست وحدها التي لفت الانتباه إلى خطاب الإبادة الجماعية الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غ-زة”، وذلك أثناء خطابها أمام محكمة العدل الدولية، الخميس.
وأضافت نكوكايتوبي أن “15 مقررا خاصا للأمم المتحدة، و21 عضوا في مجموعات الأسلحة التابعة للأمم المتحدة، حذروا من أن ما يحدث في غ-زة يعكس إبادة جماعية في طور الإعداد، ونية صريحة لتدمير الشعب الفلسطيني، واحتلال”.
وتابعت نكوكايتوبي قائلة أمام المحكمة إن “إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غ-زة”، وأوضحت أن “هذا واضح في الطريقة التي يتم بها الهجوم العسكري الإسرائيلي”.
وأشارت نكوكايتوبي إلى “إنه (الهجوم) أمر منهجي في طابعه وشكله. وانتقل إلى المناطق التي لا يزال سكان غ-زة يقتلون فيها، وتعمد تهيئة ظروف تؤدي إلى موت بطيء”.
ومن جانبها، تحدثت المحامية الجنوب إفريقية بلين ني غراليغ، عن حالت سابقة نفذت فيها محكمة العدل الدولية إجراءات مؤقتة لمنع دولة ما من ارتكاب الإبادة الجماعية، وذلك أثناء كلمتها أمام محكمة العدل الدولية، الخميس.
ومن بين الحالات التي استشهدت بها ني غراليغ كانت عندما اتهمت غامبيا ميانمار بارتكاب إبادة جماعية ضد مسلمي الروهينغا، وكذلك الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت غراليغ أمام المحكمة: “إذا كانت الإشارة إلى التدابير المؤقتة مبررة على أساس الوقائع في تلك القضايا التي ذكرتها، فكيف لا تكون هنا؟ في حالة أكثر شدة بكثير حيث يكون خطر وقوع ضرر وشيك لا يمكن إصلاحه أكبر بكثير؟”.
وأضافت: “الخطر الوشيك للموت والأذى والدمار الذي يواجهه الفلسطينيون في غ-زة اليوم، والذي يخاطرون به كل يوم أثناء تعليق هذه الإجراءات لأي سبب كان، يبرر بالفعل الإشارة إلى اتخاذ إجراءات مؤقتة”.
وواصلت ني غراليغ قولها إن المجتمع الدولي “فشل مرارا وتكرارا”.
وأوضحت: “لقد خذل (المجتمع الدولي) شعب رواندا. لقد خذل الشعب البوسني والروهينغا، مما دفع هذه المحكمة إلى اتخاذ إجراء. لقد فشل مرة أخرى بتجاهل التحذيرات المبكرة من خطر الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، والتي أطلقها الخبراء الدوليون منذ 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
وتابعت أن “المجتمع الدولي يواصل خذلان الشعب الفلسطيني، رغم خطاب الإبادة الجماعية العلني وغير الإنساني من قبل المسؤولين الحكوميين والعسكريين الإسرائيليين، والتي تقابله تصرفات الجيش الإسرائيلي على الأرض”، حسب قولها.
وفي كلمتها الختامية، قالت ني غراليغ: “يجب على العالم أن يخجل” من الوضع في غ-زة.
كما شاركت ني غراليغ صورتين مع المحكمة، إحداهما كانت من مستشفى في شمال غ-زة وكانت عليها عبارة: “من سيبقى حتى النهاية سيحكي القصة، لقد فعلنا ما في وسعنا. تذكرونا”. ثم عرضت أيضا صورة لسبورة بيضاء مدمرة بعد أن أُصيبت بصاروخ إسرائيلي.