أثار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريحات تناول فيها الأوضاع في الأرضي الفلسطينية وذلك خلال عظة قداس عيد الميلاد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، السبت.
وقال البابا تواضروس في عظته، وفقا لما نقلته الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: “المجازر على أرض فلسطين تذكرنا بما فعله هيرودس الشرير بأطفال بيت لحم.”
وأضاف البابا تواضروس: “كأن التاريخ أيها الأحباء يعيد نفسه، ويبدو أنه في كل زمان يظهر هيرودس الشرير الذي لا يسمع ولا يستجيب لصوت الإنسانية والعقل والحكمة، وها نحن في الأسابيع الأخيرة شاهدنا مجازر يدمى لها القلب، ونتألم لها كثيرًا، ويطيح بالأذن التي لا تستجيب، يطيح بكل شيء، سواء على المستوى الدولي أو المستوى الإقليمي أو المستوى المحلي، ولا نسمع أي استجابة إنسانية أو غير إنسانية لما يحدث على الأراضي المقدسة في فلسطين..”
وتابع: “إننا نتألم كثيرًا، ولذلك خصصنا الشهر الماضي في الشهور القبطية (كيهك) لكي نصلي من أجل أن يحل الله بسلامه، وأن يعطي الأذن التي تستجيب، ومكتوب يا إخوتي الأحباء: ’مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ‘ (مت 15:11)، برغم وجود الأذن ولكنها لا تسمع وصية الله، ففي الوصايا العشر هناك الوصية التي تقول ’لا تقتل‘، وهي وصية قوية وواضحة جدًّا في عبر العهد القديم وممتدة بالطبع إلى العهد الجديد، ولكن يطرح صوت الله جانبًا، ونسمع عن شهداء وضحايا ومصابين ومجروحين وبيوت مدمَرة، بصورة مزعجة للغاية، وأعتقد أن التاريخ سيقف أمام ما يحدث من مجازر، سيقف وقتًا طويلًا”.
واستطرد البابا قائلا: “عيد الميلاد هو دعوة لنا أن تكون لنا الأذن التي تستجيب، وتسمع وتعمل وتطيع، لأنه عكس ذلك يضيع الإنسان، وينسى الوصايا الإلهية وأصوات الحكمة الإنسانية، ولكن استجابته لصوت الله تعطيه غنى وقوة، فتصير حياتنا أفضل”، مضيفا: “في عيد الميلاد المجيد نرفع قلوبنا وصلواتنا من أجل كل المتألمين، ومن أجل كل المجروحين، ونرفع صلواتنا من أجل مناطق الصراع والحروب والعنف، ونصلي أن يمنح الله سلامًا لأنه مكتوب “طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ (مت 9:5)”.
وتأتي تصريحات البابا تواضروس في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة عقب الهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليبلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة 22722، بالإضافة إلى 58166 إصابة وفقا لآخر الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في القطاع.