فازت صورة مؤثرة لطفل فلسطيني فقد كلتا ذراعيه في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة بجائزة الصورة الصحفية لهذا العام.
والتقت المصورة الفوتوغرافية سمر أبو العوف، وهي أيضا من غزة، بالطفل محمود عجور، البالغ من العمر 9 سنوات، بعد ثلاثة أشهر من انفجار أدى إلى بتر إحدى ذراعيه وتشويه الأخرى. وتم إجلاء عجور وعائلته إلى الدوحة في قطر، حيث تقيم سمر أبو العوف، لتلقي العلاج الطبي.

وكتبت أبو العوف في ملاحظاتها المرفقة بالصورة، والتي تم التقاطها ونشرها في صحيفة “نيويورك تايمز”: “من أصعب الأمور التي شرحتها لي والدة محمود، كيف أن أول جملة قالها لها عندما أدرك محمود أنه تم بتر ذراعيه كانت: (كيف سأتمكن من معانقتك؟)”.
وتعتبر الصورة تذكيرا صارخا بالخسائر الطويلة الأجل للحرب في غزة، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وخلفت دمارا واسع النطاق وشردت سكانها. وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن حوالي نصف عدد القتلى من النساء والأطفال. وقد بدأ الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة نتيجة للهجوم المميت الذي شنه مقاتلون من حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت جمانة الزين خوري، المديرة التنفيذية لجائزة “وورلد برس فوتو”، في بيان صحفي: “هذه صورة هادئة تتكلم بصوت صاخب. إنها تروي قصة صبي واحد، ولكنها أيضا قصة حرب أوسع نطاقا سيكون لها تأثيرها على مدى أجيال”.
وقالت لوسي كونتيسيلو، مديرة التصوير في مجلة “إم” التابعة لصحيفة لوموند وإحدى أعضاء لجنة التحكيم، إن لجنة التحكيم لاحظت 3 مواضيع رئيسية- الصراع والهجرة وتغير المناخ- في المشاركات خلال هذا العام.
وأضافت كونتيسيلو في بيان: “هناك طريقة أخرى للنظر إليها كقصص عن الصمود والأسرة والمجتمع”.
وأوضحت كونتيسيلو أن التباين في الصورة الفائزة- الضوء والظلام، الجمال والألم -استحوذ على انتباه لجنة التحكيم.
وتم اختيار الصورة الفائزة من بين حوالي 60,000 مشاركة قدمها 3,778 مصورا من أكثر من 140 دولة.
وفاز عملان آخران بالمركز الثاني وهما: صورة من عالم آخر لمهاجرين صينيين يستدفئون بالنار بعد عبورهم الحدود الأمريكية- المكسيكية، وصورة مؤثرة لشاب يسير إلى قريته، التي كان يمكن الوصول إليها بقارب، على طول مجرى نهر صحراوي في الأمازون.
كما تم اختيار الفائزين أيضا عن الفئات الإقليمية، بما في ذلك صورة أثيرية لطائرة بوينغ عالقة وتحاوطها مياه الفيضانات في مطار سالغادو فيلهو الدولي في البرازيل، وصورة لعريس خلال حفل زفافه في السودان.
ويتم عرض الصور الفائزة حاليا في معرض متنقل، يفتتح اليوم (18 أبريل/نيسان) في أمستردام، تليه معارض حول العالم، بما في ذلك لندن وجاكرتا وسيدني ومكسيكو سيتي.