وكالة الموقف العراقي وكالة اخبارية اعلامية دولية
مقالات مشابهة
عادت احتفالات عيد الميلاد إلى مسقط رأس السيد المسيح بعد انقطاع دام عامين، إلا أن الفرحة لا تزال تُخيم عليها أجواء عام آخر مضطرب للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأُقيم قداس صباح الخميس في كنيسة المهد ببيت لحم، بعد يوم من توافد حشود من الفلسطينيين والسياح الأجانب إلى ساحة المهد لحضور الاحتفالات لأول مرة منذ توقفها تضامنًا مع الفلسطينيين الذين يعانون من حرب دامية دامت عامين في غزة.
على الرغم من الاحتفالات، ظل عدد الحضور محدودًا، وهو ما يُعزيه السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي إلى نقاط التفتيش العسكرية الإسر-ائيلية التي تُغلق الطرق في الضفة الغربية.
وقال البرغوثي، لمراسل ، ماثيو تشانس، في بيت لحم، الأربعاء: “الضفة الغربية محاصرة بالكامل، إسرائيل أغلقت الطرق، وبالطبع لم يتمكن الكثيرون من الحضور، فالكثيرون لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر، ويواجهون صعوبة بالغة في التنقل“.
“تصعيد” في الضفة الغربية
مع استمرار الحرب في غزة، شهدت الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا حادًا في العمليات العسكرية الإسر-ائيلية، وهدمًا قياسيًا للمنازل الفلسطينية، وتوسعًا غير مسبوق للمستوطنات اليهودية، في ظل قيادة فلسطينية تعاني من اتهامات بالفساد وجمود في اتخاذ القرارات.
وفي 2025، نزح أكثر من 30 ألف فلسطيني قسرًا من منازلهم في مدن الضفة الغربية، في ما وصفه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني بأنه “أطول وأكبر أزمة نزوح تشهدها الضفة الغربية منذ 1967“.
وتقع الضفة الغربية غرب نهر الأردن بين إسرائيل والأردن، وهي محتلة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ 1967، ويقطنها أكثر من 3.3 مليون فلسطيني.
رقم “قياسي” لعمليات الهدم
وشهد هذا العام رقمًا قياسيًا في عمليات هدم منازل ومنشآت فلسطينية في الضفة الغربية بسبب مخالفات تتعلق بتراخيص البناء، إلا أن منظمات حقوق الإنسان، مثل المجلس النرويجي للاجئين، صرّحت في أكتوبر/تشرين الأول بأن هذا الهدم “سياسة تهجير متعمدة“.
وقالت المديرة الإقليمية للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنجليتا كاريدا: “تُجرّد العائلات من منازلها ومياهها ومصادر رزقها في محاولة مُدبّرة لطردها من أراضيها وإفساح المجال أمام المستوطنات، هذا ليس تدميراً عرضياً، بل سياسة مُتعمّدة للتجريد من الممتلكات“.
واستمرت عمليات القتل في الضفة الغربية، حيث قُتل ما لا يقل عن 233 فلسطينيًا هذا العام وحده، بينهم 52 طفلاً، معظمهم على يد القوات الإسر-ائيلية باستخدام الذخيرة الحية، وفقًا لبيانات “أوتشا”.
وشنت القوات الإسر-ائيلية عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد فصائل فلسطينية مسلحة في مدن بالضفة الغربية.
توسع في بناء المستوطنات
وتزامن هذا العنف مع بناء مستوطنات غير شرعية على نطاق قياسي في الأراضي الفلسطينية.
ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي هذا الشهر على تقنين وإنشاء 19 بؤرة استيطانية، وفي مايو/أيار، أعلنت إسرائيل عزمها إنشاء 22 مستوطنة جديدة، في ما وصفته منظمة “السلام الآن” الإسر-ائيلية المعنية بمراقبة الاستيطان بأنه “أكبر توسع استيطاني منذ أكثر من 30 عامًا”.
وتُعتبر المستوطنات الإسر-ائيلية عمومًا غير قانونية بموجب القانون الدولي.
والبؤر الاستيطانية، بالإضافة إلى كونها غير قانونية بموجب القانون الدولي، محظورة أيضًا بموجب القانون الإسرائيلي.
وقالت 14 دولة في بيان مشترك انتقدت فيه المستوطنات الـ 19 الجديدة، إن “هذه الإجراءات الأحادية، كجزء من تكثيف أوسع لسياسات الاستيطان في الضفة الغربية، لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل تُهدد أيضًا بتأجيج عدم الاستقرار“.
رفض إسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية
وأصبح القادة الإسرائيليون أكثر وضوحًا في رفضهم لدولة فلسطينية مستقبلية، وذلك قبل هجوم حركة “ح-ما-س” على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعده، على الرغم من الدعوات الدولية إلى حل تفاوضي للاحتلال المستمر منذ عقود.
وأعلن وزير المالية اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، وهو نفسه مستوطن، عن توسيع المستوطنات في بيان صدر مطلع هذا الشهر، وقال: “نحن نمنع على الأرض إقامة دولة فلسطينية إرهابية، سنواصل التطوير والبناء والاستيطان في أرض أجدادنا، إيمانًا بعدالة مسارنا“.
