أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ، عن الجولة الأولى من العقوبات التي تستهدف المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية. وتمنع العقوبات أصولهم المالية وتمنعهم من دخول الولايات المتحدة.
وتمثل العقوبات واحدة من أهم الخطوات التي اتخذها بايدن لانتقاد إسرائيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل و ح-ما-س في 7 أكتوبر، عندما شنت الجماعة الفلسطينية المسلحة هجومًا على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي اللاحق على غ-زة حتى الآن إلى مقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني في القطاع. وعلى نحو أقل بكثير، خلال تلك الفترة، قُتل ما لا يقل عن 370 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك 94 طفلاً. وقُتل جميعهم تقريبًا على يد القوات الإسرائيلية، لكن عنف المستوطنين في الضفة الغربية قفز أيضًا بشكل حاد منذ بدء الحرب، حيث قام المستوطنون بإحراق السيارات وتدمير البنية التحتية والاعتداء على الفلسطينيين وقتلهم.
ومنذ الحرب، شدد البيت الأبيض على موقف الولايات المتحدة طويل الأمد الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغ-زة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتم استهداف أربعة مستوطنين فقط في التحرك الأمريكي. لكن هناك 700 ألف منهم يعيشون في الضفة الغربية، وبحسب المجتمع الدولي فإن وجود كل واحد منهم هناك غير قانوني. ويريد الفلسطينيون أن تكون لهم الضفة الغربية والقدس الشرقية وغ-زة دولة مستقبلية، وهو الموقف الذي يدعمه الكثير من بقية العالم.
خلال حرب عام 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن، وقطاع غ-زة وشبه جزيرة سيناء من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا. وبعد فترة وجيزة، بدأت في إنشاء مجتمعات إسرائيلية في تلك الأراضي.
وهي اليوم تحتفظ بالسيطرة على القدس الشرقية ومرتفعات الجولان والضفة الغربية، وتفرض حصارا بريا وبحريا على غ-زة. ويعتبر المجتمع الدولي تلك الأراضي محتلة من قبل إسرائيل.
ويعيش في الضفة الغربية 3.3 مليون فلسطيني ويوجد فيها الجزء الأكبر من المستوطنات اليهودية. واصلت إسرائيل توسيع المستوطنات على مدى عقود رغم توقيع سلسلة من اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين في التسعينيات تسمى اتفاقيات أوسلو التي تصورت إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغ-زة كجزء من حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
هناك 146 مستوطنة منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية (باستثناء القدس الشرقية)، والعديد منها يتعدى على القرى الفلسطينية، وفي بعض الحالات، على الأراضي الفلسطينية المملوكة للقطاع الخاص. تم بناء بعضها على مقربة من المراكز السكانية الفلسطينية، ويقع أحدهما في الخليل في قلب بلدة فلسطينية. وفي القدس الشرقية يوجد 14 حيا إسرائيليا، يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية.
إن وجهة النظر السائدة بين الفلسطينيين وحلفاء إسرائيل في الغرب تتلخص في أن المستوطنات تشكل عقبة رئيسية أمام السلام، الأمر الذي يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية متصلة ومتصلة بالكامل في الضفة الغربية.