مع ضرب المدفعيات الأوكرانية للقوات الروسية، فإن واحدة من بين أولئك الذين يرصدون جنود فلاديمير بوتين ويوجهون الطلقات لا تمتهن السلك العسكري فحسب وإنما هي أم لـ3 أبناء أيضًا. اسم المناداة الخاص بها هو “نيزلامنا”، أو “غير القابلة للانكسار”.
“لقد رأيت الكثير في هذه المرحلة لدرجة أنه لا يمكن أن أتفاجأ بسهولة”، كما تقول، “ولكن، بالطبع، هناك خطر مستمر”.
لدى نيزلامنا ابنتان وابن عمره 5 سنوات، لم ترهم منذ أبريل. سألها مراسل شبكتنا، فريد بلايتن، ما إن كان الأمر صعبًا؟، لترد بالقول: “بالطبع، يشعرون بالإهانة عندما لا أكون هناك وعندما يحتاجون إلي كوالدة، لكنهم يدركون أن هناك من يحتاج إلى شخص ما للقيام بهذا العمل من أجل بلدنا”.
و غالبًا ما يكون هذا العمل مرهقًا لأولئك الموجودين على الخطوط الأمامية في الجنوب.
أعطى اللواء 47 الآلي مقطع فيديو يقولون إنه يظهر قواتهم وهي تتعرض للنيران الروسية حتى أثناء جمع جثث رفاقهم الذين سقطوا.
تتحمل مركبات برادلي القتالية التي زودتهم بها الولايات المتحدة ندوب القتال الذي لا هوادة فيه، حيث يمكن أن ترى الكثير من الأضرار الناجمة عن إطلاق النار عليها. ويقول الأوكرانيون إن السبب في ذلك هو أن المركبة تعرضت لضربات قذائف المدفعية الروسية من عيار 152 ملم. كما يقولون إن هذا ليس شيئًا شاذًا، فمعظم المركبات تبدو بنفس الطريقة.
وتقول القوات الأوكرانية إنها تحرز تقدمًا، لكنها في كثير من الأحيان لا تزال تتعثر بسبب حقول الألغام الروسية وقذائف المدفعية.
أحد سائقي مركبات برادلي، الملقب بـ”ريفو”، استذكر مهمته الأصعب، حيث كان يقول “إن الموقف الأكثر رعبًا كان القيادة خلف سيارة لإزالة الألغام بينما كانت تنشئ ممرًا لنا. كنا نتعرض لقصف متواصل وكانت القذائف تهبط على بعد أمتار قليلة منا”.
ولا تزال القوات الأوكرانية تعاني من ضعف التسلح، مع وجود رئيس البلاد، فولوديمير زيلينسكي، في الولايات المتحدة للضغط على إدارة بايدن للحصول على المزيد من الذخيرة.
من جانبها، تقول نيزلامنا إنها ستستمر في القتال من أجل مستقبل أطفالها، مشيرة إلى أنها تريدهم “أن يعيشوا في بلد مزدهر”، مضيفة: “لقد قلت مرات عديدة إن مهمتنا صغيرة، علينا استعادة حدودنا فقط، لكن سيتوجب عليهم إعادة بناء البلد بأكمله وهذه مهمة أكثر صعوبة”.