تخلص من آلام الماضي.. كيف تُعالج صدمة أجدادك؟

 في عصر تسمح فيه التكنولوجيا بتواصل أسهل بين الناس على نطاق واسع، لماذا يشعر الكثير منا بالعزلة؟

يرى توماس هوبل مؤلف كتاب Attuned: Practicing Interdependence to Heal Our Trauma — and Our World، أن هذا النمط المتزايد من العزلة الشخصية والغربة والانقسام على نطاق عالمي هو “مظهر من مظاهر الصدمة الجماعية”.

ويدعو كل واحد منا إلى معالجة الصدمة التي تعرضنا لها لاستعادة التوازن وتعزيز الشفاء.

كيف يمكن أن تتواجد صدمة أسلافنا داخلنا اليوم؟

رغم العمر المكتوب على جوازات سفرنا، فإن أجسادنا مبنية على مئات الآلاف من السنين من العيش، مع إضافة جميع أسلافنا شيئًا ما إلى كياننا حاليًا.

وأوضح هوبل أن جميع إنجازاتهم تكمن فينا، أي في التفكير العقلاني والتعقيد العاطفي والوظيفة الجسدية والشفاء الذاتي والمزيد.

ويساعدنا التعلم عبر الأجيال بالتعرف على الأخطار في العالم.

ولكن، يمكن أن تنتقل الصدمات التي لم يتم دمجها إلى اليقظة المفرطة والتوتر والخوف المستمر.

أين يتم تخزين الصدمات في أجسادنا؟

غالبًا ما يتم الخلط بين الصدمات والشدائد نفسها، ولكنها الطريقة التي يستجيب بها نظامنا العصبي لتجربة مؤلمة.

وقال هوبل: “هذه الاستجابة لها وظيفة وقائية ذكية.. يحاول نظامنا العصبي الحفاظ على سلامتنا.. ولكن إذا لم نتعلم كيفية دمج الصدمات، فقد تؤدي الأعراض في بعض الأحيان إلى آثار جانبية شديدة”.

ما العلامات التي تشير إلى أن صدمة الأجداد يمكن أن تؤثر عليك؟

غالبًا ما تكون الصدمة هي عبارة عن تفاعل مبالغ فيه. ويمكن أن يشمل ذلك العدوان والهجوم على أولئك الذين نلومهم كمصدر لعدم ارتياحنا. ويمكن أن يكون التنميل من الأعراض الأخرى، ما يؤدي إلى الانسحاب والانفصال عن الآخرين.

كيف يمكننا معرفة ما إذا كانت الأعراض التي نمر بها تأتي من حياتنا أو حياة أسلافنا؟

أوضح هوبل أن تطوير فضول حول محفزاتنا يعتبر أكثر أهمية من معرفة مصدر صدماتنا.

وبدلًا من إنشاء القصص ونسب تجاربنا إلى مواقف عديدة، من الأفضل أن نتواصل مع أجسادنا.

وعلى سبيل المثال، حاول التواصل مع التوتر الذي تشعر به، وحدد مكان وجوده في جسمك.

وفي الواقع، قد تستطيع أن تكون أكثر وعيًا بجسمك في اللحظات التي لا تشعر فيها بأي إجهاد أو توتر.

ماذا يترتب على علاج الصدمات؟

يعتبر هوبل أنه يمكن علاج الصدمات بشكل أفضل مع الآخرين، خاصة مع أشخاص مدرّبين على البقاء على اتصال مع التجارب الجسدية والعاطفية والعقلية لأنفسهم وللآخرين من خلال ممارسة مهارة الاستماع.

كيف يمكننا التواصل بشكل أفضل مع من حولنا؟

نحاول كثيرًا تجنب التفاعلات أو المواقف الصعبة. ولكن، أوضح هوبل أن اللحظات الصعبة ستُعلّمنا في النهاية. ومن الممارسات المفيدة أن تكون فضوليًا بشأن هذه المواقف.

ما هي الممارسات التي يمكن أن تساعدنا على الشفاء؟

ينصح هوبل بتدوين الملاحظات في كل مرة تواجه فيها موقفًا صعبًا.

على سبيل المثال، إذا أجريت محادثة صعبة مع رئيسك في العمل، أو حدث أمر ما مع أحد عملائك. فكّر مساءً بالصعوبات التي واجهتها في يومك. واستمع إلى جسدك عن المشاعر التي راودتك.

عن admin

شاهد أيضاً

موسم الإنفلونزا وكورونا على الأبواب.. هل حان وقت اللقاحات؟

 بدأ موسم الفيروسات التنفسية يدّق الأبواب، حيث رأى مسؤولو الصحة أن شهر أكتوبر/ تشرين الأول، هو الوقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *