أعلنت فصائل المعارضة السورية أنها سيطرت على مدينة درعا في جنوب غرب سوريا، مع اقترابها من العاصمة دمشق، ويقاتل المتمردون الآن قوات الرئيس السوري بشار الأسد من اتجاهين؛ الشمال والجنوب في محاولة للتضييق على دمشق.
ويظهر مقطع فيديو، تم تحديد موقعه الجغرافي ، المتمردين خارج المبنى الإداري في درعا، وتختلف الفصائل الجنوبية عن الفصائل الموجودة في الشمال بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية، والتي سيطرت بالفعل على مدينتين رئيسيتين خلال هجومها الذي بدأ قبل أكثر من أسبوع، ومع ذلك، فإن تلك الجماعات تسعى لنفس الهدف، وهو إسقاط الأسد.
وفي مقطع فيديو آخر حددته ، شوهد مقاتلون مسلحون يسيرون على طريق بجوار معبر نصيب الحدودي، بعد انتزاعه من سيطرة الحكومة، ويمثل معبر نصيب الحدودي أقصى نقطة جنوب الطريق السريع الرئيسي M5، الذي يمتد من مدينة حلب الشمالية ويمر عبر العاصمة.
ودرعا هي المكان الذي بدأت فيه الانتفاضة السورية في عام 2011، ولم تؤكد وزارة الدفاع السورية أو تنفي بعد سيطرة المتمردين على درعا، وقال مقاتلو المعارضة المحليون المعروفون باسم غرفة العمليات الجنوبية في بيان في وقت متأخر من يوم الجمعة: “لقد سيطرت قواتنا بالكامل على مدينة درعا بأكملها وبدأت في تمشيط أحيائها وتأمين مؤسساتها ومكاتبها الحكومية”.
الخوف من الانتقام
يبدو أن مئات الأشخاص فروا من مدينة حمص بوسط سوريا خلال الليل حتى الجمعة، وأظهرت مقاطع فيديو مئات المركبات تصطف على الطريق السريع خارج حمص، بينما تستعد المدينة للعنف.
ويوجد في حمص عدد كبير من السكان العلويين الذين ينتمون إلى طائفة بشار الأسد ويخشى الكثير منهم انتقام المتمردين الذين يتهمون العلويين بالسيطرة على البلاد ودعم قمع الأسد للتمرد.
ولم نتمكن من الوصول إلى جهات اتصال متعددة في حمص، الجمعة، وسط تقارير عن انقطاع الإنترنت مع اقتراب المتمردين من المدينة.
وبعد خروجهم من جيبهم في المنطقة الشمالية الغربية من إدلب، استولى المتمردون على حلب في غضون ثلاثة أيام وعلى حماة في غضون ثمانية أيام، ولم يواجهوا مقاومة تذكر من قوات النظام التي تعثرت بسبب الهجوم الخاطف.
وليس من الواضح ما إذا كانت قوات النظام ستكون قادرة على الدفاع عن مدينة حمص، الواقعة على بعد حوالي ساعة بالسيارة جنوب حماة.
مخاوف إقليمية
اجتمع وزراء خارجية إيران والعراق وسوريا في بغداد، الجمعة، وقالوا في بيان مشترك إن تقدم قوات المعارضة في سوريا يشكل “خطرا جسيما على الدول الثلاث، ويهدد أمن شعوبها والمنطقة ككل”، ووصفت الدول الثلاث قوات المعارضة السورية المسلحة بـ”الإرهابية”، مشددة على “ضرورة العمل الجماعي لمواجهتها”.
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، الجمعة، إن إسرائيل أصدرت تعليمات لقواتها “بالحفاظ على مستوى عال من الاستعداد والمراقبة المستمرة للتطورات” في سوريا مع تقدم المتمردين.
وحثت الولايات المتحدة، الجمعة، رعاياها على مغادرة سوريا “الآن بينما تظل الخيارات التجارية متاحة في دمشق”.
وهدف تحالف المعارضة السورية، الذي انتزع مدينتين رئيسيتين من سيطرة الحكومة خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع، هو في نهاية المطاف الإطاحة بنظام الأسد المستمر منذ عقود، حسبما قال زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في مقابلة حصرية، الخميس.
وأدى الهجمات الأخيرة إلى إيقاظ حرب أهلية كانت نائمة إلى حد كبير لسنوات، إذ بدأ الصراع في عام 2011، بعد أن تحرك الأسد للقضاء على الاحتجاجات السلمية المؤيدة للديمقراطية خلال الربيع العربي، وتضخم القتال مع تزايد القوى الإقليمية والقوى العالمية الأخرى، من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة إلى إيران وروسيا، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الحرب الأهلية إلى ما وصفه بعض المراقبين بـ “الحرب بالوكالة”.