قالت إميلي “كالي” كالاهان، مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، وهي ممرضة أمريكية خرجت من غ -ز ة، الأسبوع الماضي، لمراسل أندرسون كوبر إن هناك أطفالا يعانون من “حروق شديدة”، وعمليات بتر جزئي بين النازحين داخليا في غ -ز ة.
وأضافت كالاهان: “لقد جرى نقلنا حوالي خمس مرات على مدار 26 يوما بسبب مخاوف أمنية”.
وأوضحت: “أحد الأماكن التي انتهينا إليها هو مركز تدريب خان يونس”، الذي يستضيف أكثر من 22 ألف نازح داخليا، وتقل المساحة للشخص الواحد عن 2 متر مربع (حوالي 21 قدما مربعا)، وفقا لما ذكرته منظمة أطباء بلا حدود
وقالت: “كان هناك أطفال يعانون من حروق شديدة في وجوههم، وأسفل أعناقهم، وجميع أطرافهم، ولأن المستشفيات مكتظة للغاية، يتم إخراجهم على الفور”.
وأضافت: “ويتم ترحيلهم إلى هذه المخيمات دون إمكانية الحصول على المياه الجارية، ويحصلون على ساعتين من الماء كل 12 ساعة”، ولم يكن هناك سوى أربعة مراحيض” في المخيم.
وتابعت كالاهان قائلة إن هناك أطفالا يعانون من “حروق وجروح مفتوحة حديثة وبتر جزئي يتجولون في هذه الظروف ويقوم الآباء بإحضار أطفالهم إلينا، قائلين: من فضلكم هل يمكنك المساعدة؟ من فضلكم هل يمكنكم المساعدة؟”، وليس لدينا إمدادات”.
وقال متحدث باسم وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة، إن 70% على الأقل من سكان قطاع غ -ز ة، البالغ عددهم مليوني نسمة، أصبحوا حاليا نازحين، ويعيش معظمهم في ظروف مروعة في ملاجئ الأمم المتحدة.
ووصفت الوكالة في بيان صدر، الاثنين، الأوضاع في منشآت الأونروا المكتظة، والتي تؤوي حاليا 717 ألف نازح من غ -ز ة. وقالت إن الوضع في الملاجئ “غير إنساني” ومتدهور، وحذرت من خطر حدوث أزمة صحية عامة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وقالت كالاهان إنها تعتقد أنهم معرضون لخطر الموت جوعا أو نفاد المياه، وإن الموظفين المحليين “يطلبون المساعدة ويتصلون بأصدقائهم” للحصول على الطعام والماء.
وأضافت كالاهان: “عندما أقول إننا كنا سنموت جوعا بدونهم، فأنا لا أبالغ”. وأردفت: “وفي لحظات اليأس المطلق عند المدنيين، كانوا صامدين وهادئين وتحدثوا معهم للتو، وقالوا إن هؤلاء الأشخاص موجودون أيضا في نفس المركب الذي أنتم عليه، وليس لديهم إمدادات، وليس لديهم أيضا طعام وماء، كما أنهم ينامون أيضا في الخارج”.
وعند التفكير في الوقت الذي يتم فيه استلام إشعار بالانتقال إلى جنوب وادي غ -ز ة، أوضحت كالاهان أنها كانت ترسل رسالة نصية للموظفين في إحدى المستشفيات، تسألهم عما إذا كان سيخلونها وينتقلون جنوبا.
وأردفت: “الإجابة الوحيدة التي حصلت عليها هي: (هذا مجتمعنا، هذه عائلتنا، هؤلاء هم أصدقاؤنا، إذا كانوا سيقتلوننا، فسنموت لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس)”.
ورغم أن كالاهان غادرت غ -ز ة، وهي الآن في الولايات المتحدة، إلا أنها تقول إنها ترسل رسالة نصية كل صباح عندما تستيقظ، وكل ليلة قبل النوم تسأل الموظفين الذين تركتهم في غ -ز ة: “هل أنتم على قيد الحياة؟”.