تأثر فرز الأصوات في الانتخابات العامة الباكستانية بتأخير غير متوقع بعد أن أدلى الملايين بأصواتهم في انتخابات تنافست فيها الأسر الحاكمة القديمة على السلطة بينما يقبع الزعيم السابق الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد، عمران خان، خلف القضبان.
ولم تعلن أي نتائج حتى وقت مبكر من صباح الجمعة، بعد مرور أكثر من 12 ساعة على إغلاق مراكز الاقتراع. وقالت لجنة الانتخابات الباكستانية، الجمعة، إنها أعطت “تعليمات لضمان الإعلان الفوري للنتائج”.
ويأتي التصويت الذي طال انتظاره، والذي تأخر بالفعل لعدة أشهر، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة تحديات متزايدة من عدم اليقين الاقتصادي والهجمات المسلحة المتكررة، إلى الكوارث المناخية التي تعرض الفئات الأكثر ضعفا للخطر.
والفوضى وقعت بعد أن أوقفت السلطات الباكستانية خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول لأكثر من 12 ساعة بناءً على توجيهات وزارة الداخلية. كما شابت أعمال العنف عدة مناطق في جميع أنحاء البلاد في الفترة التي سبقت التصويت.
ولا يزال نجم الكريكيت السابق، عمران خان، البالغ من العمر 71 عاما، والذي أطيح به من السلطة في عاصفة من الجدل، مسجونا لعدة إدانات وممنوعا من خوض الانتخابات ضد منافسيه. إذ مُنع حزب حركة الإنصاف الباكستاني من استخدام رمز مضرب الكريكيت الشهير في بطاقات الاقتراع، وهو ما يشكل ضربة قوية للملايين من الأميين الذين قد يستخدمونه للإدلاء بأصواتهم، كما مُنعت محطات التلفزيون من بث خطب خان.
ويسعى خصمه القديم، السياسي المخضرم نواز شريف (74 عاما)، وهو سليل أسرة شريف السياسية النخبوية، إلى الحصول على فترة ولاية رابعة تاريخية كزعيم، ويظل شريف يتمتع بشعبية واسعة في إقليم البنجاب في باكستان ــ وهو الإقليم الأكثر اكتظاظاً بالسكان والذي يشكل ساحة معركة انتخابية رئيسية ــ حيث حظي حزبه، الرابطة الإسلامية الباكستانية (نواز)، بالإشادة بسبب تطوير مشاريع البنية التحتية الضخمة.
ويقف في مواجهته بوتو زرداري، نجل الزعيمة السابقة المقتولة بينظير بوتو، الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، والذي يسعى إلى إعادة تأسيس حزب الشعب الباكستاني باعتباره قوة سياسية كبرى.
ويذكر أن الجمعية الوطنية الباكستانية تتكون من 336 مقعدًا، يتم تحديد 266 منها من خلال التصويت المباشر في يوم الاقتراع.