وكالة الموقف العراقي وكالة اخبارية اعلامية دولية
مقالات مشابهة
العراقيون يمضون ليلتهم وسط قلق وترقب وخصوصا ان العراق يقع في قلب المواجهة الإيرانية. الإسرائيلية
بغداد-وكالة الموقف العراقي
أمضى العراقيون ليلتهم وسط قلق وترقب لما ستؤول إليه الأمور إزاء استمرار القصف بين إسرائيل وطهران، فيما انتشرت وحدات من الجيش بمحيط القواعد والمعسكرات والمنشآت التي تضم قوات أو مصالح الأمريكية، في حين حذرت جهات سياسية من أن تتسبب الفصائل المسلحة بجرّ العراق إلى ساحة المواجهة.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ياسر وتوت في حوار تلقت وكالة الموقف العراقي نسخة منه، إن “إنخراط الفصائل العراقية بالحرب سيعرّض العراق ومصالحه العليا إلى الخطر الأمني والاقتصادي، ودخول الفصائل على خط الحرب في المنطقة، وهذا له مخاطر كبيرة”، محذراً من أن “هذا الانخراط سيحوّل العراق إلى أرض معركة، وهنا يكون الخاسر الأكبر والوحيد هو العراق والعراقيون، ولهذا يجب الحذر من هكذا تدخلات لا تجلب للعراق إلا الضرر الأمني والاقتصادي”.
وشدد وتوت على أن “الحكومة العراقية وكذلك الأطراف السياسية الفاعلة والمؤثرة يجب أن تمارس أقصى درجات الضغط على الفصائل المسلحة لمنعها من أي تدخل بأي حرب قد تندلع في المنطقة، فهذا الأمر لا يصبّ في صالح تلك الفصائل ولا مصلحة العراق والعراقيين، والتي يجب أن تكون هي فوق كل المصالح الأخرى مهما كانت”.
وتزداد المخاوف من تداعيات الحرب الخطيرة وانعكاساتها المحتملة على العراق، خصوصاً من انتهاك إسرائيل وإيران على حد سواء للأجواء العراقية، حيث أفادت مصادر بعبور مئات الطائرات والصواريخ الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة فوق أراضيه.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية، إن “عدداً من الوحدات التابعة للجيش العراقي انتشرت منذ ليلة أمس بمحيط القواعد والمعسكرات والمنشآت التي تضم قوات أو مصالح الأمريكية في العراق”، مبينة أن “الإجراءات شملت فرض حظر دخول إلى محيط تلك القواعد بمسافة تصل إلى 8 كيلومترات، مع بدء تفتيش المركبات الكبيرة بما فيها تلك الحكومية، مع بدء عملية تمشيط واسعة”.
وأشارت إلى “وجود مخاوف من هجمات انتقامية قد تنفذها جماعات وصفها بـ”غير المنضبطة”، تجاه المصالح الأمريكية”.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي موجة هجمات جديدة على مواقع إيرانية فجر اليوم السبت، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، في حين اندلعت حرائق في مطار مهرآباد بالعاصمة طهران، بعد سقوط قذيفتين على المطار، فيما أعلنت إيران تفعيل منظومة الدفاع الجوي.
ويأتي هذا في سياق رد إيران على الهجوم غير المسبوق الذي تشنه إسرائيل عليها منذ فجر أمس الجمعة، والذي استهدف منشآت نووية وعسكرية وأحياء سكنية وأدى إلى مقتل العشرات، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.
وتوعد زعيم جماعة “كتائب سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي، أمس الجمعة، بـ”حرق الشرق الأوسط” في حال مهاجمة إيران.
وقال الولائي في منشور على منصة (اكس)، “إذا اندلعت الحرب سيكون المئات من الاستشهاديين على الموعد، وسيذل كبرياء أميركا ثانية كما ذل أول مرة في العراق حين خرجت تجر أذيال الخيبة”، مشدداً على أنه “حينها لن تبقى باقية في الشرق الأوسط لها ولا لعملائها، وستسقط أنظمة كانت تحتمي بالاحتلال”.
يشار إلى أن التقارير الإعلامية، أشارت قبل أشهر، إلى وصول صواريخ باليستية للفصائل العراقية الموالية لإيران، وسط بيانات أمريكية تحذر من خطورة مشاركة الفصائل في الصراعات الإقليمية وتؤكد في الوقت ذاته عدم قدرة حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على مواجهة هذه الفصائل.
وأعلنت وزارة النقل، أمس الجمعة، استمرار إيقاف حركة الطيران بشكل تام في جميع المطارات العراقية وإغلاق الأجواء العراقية بشكل مؤقت، حفاظاً على سلامة المسافرين في ظل التوتر الأمني الإقليمي، وقالت إنّ “إيقاف الملاحة الجوية مستمر بسبب التوترات الإقليمية إلى إشعار آخر، من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في الأجواء العراقية”.
كما حذر زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، من توسّع الحرب مؤكداً رفضه استخدام الأجواء العراقية في العدوان على إيران. وقال الصدر في منشور على منصة (اكس) “تمادى الكيان الصهيوني بدعم أميركي مباشر لنشر إرهابه، وسوف لن تكون الجارة إيران المستهدف الوحيد في المنطقة إذا ما استمرت لغة التصعيد”.
وأضاف: “المهم كل المهم أن تكون أرض المعصومين ومقدساتهم في العراق بعيدة عن تلك الحرب، فإن العراق وشعبه ليس بحاجة الى حروب جديدة، مع كتم الأصوات الفردية الوقحة. والإصغاء إلى صوت الحكمة وصوت العلماء الأعلام رعاهم الله برعايته”.
وقدم العراق، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، متهمة إياها باستخدام الأجواء العراقية لتنفيذ هجمات عسكرية على إيران، واصفة ذلك بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وسبق أن دانت الحكومة العراقية “الاعتداء العسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على أراضي إيران”، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع “فوري” لاتخاذ إجراءات تهدف لردع “هذا العدوان”.
وأعلنت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن شهود عيان، أن “صاروخين إسرائيليين سقطا في مدخل قضاء الجبايش جنوبي محافظة ذي قار، بعدما اعترضتهما الدفاعات الجوية الإيرانية فوق الأجواء العراقية”، مبينة أن “الصاروخين أحدثا حفرة بعمق مترين في الأرض، كما عثرت قوات الأمن العراقية على خزان وقود لصاروخ إسرائيلي سقط في إحدى المناطق الزراعية ضمن منطقة العبايجي في بغداد.
وأكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، للقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بغداد ستيفن فاجن، رفض العراق للعدوان الإسرائيلي على إيران أو استخدام الأجواء والأراضي العراقية ضد أي دولة مجاورة.
كما بحث السوداني مع رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، الغارات الإسرائيلية على إيران والحرص على تجنيب العراق أي اعتداء أو انتهاك لسيادته.
ووفق وسائل الإعلام الإيرانية، فإن موجات الضربات التي طالت العاصمة طهران ومدن أخرى أسفرت عن ومن بين القادة الذين أُعلن مقتلهم اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في قصف إسرائيلي استهدف المقر العام للحرس الثوري وسط طهران.
كما أعلنت طهران اغتيال الجنرال غلام علي رشيد، نائب قائد الجيش الإيراني، والعالمين النووين البارزين فريدون عباسي، محمد مهدي طهرانجي، بالتزامن مع استهداف موقع أحمدي روشن داخل منشأة نطنز النووية. كما أعلن عن إصابة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، في الهجوم، ونقله إلى المستشفى في حالة حرجة.
وأفاد التلفزيون الإيراني أن الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في نطنز “ضُرب عدة مرات”، مشيراً في الوقت ذاته إلى “عدم رصد أي تلوث نووي حتى الآن”.
وامتدت الهجمات إلى مدينتي تبريز شمال غربي البلاد، وكرمنشاه جنوب غربي إيران، في مؤشر إلى اتساع نطاق العملية العسكرية.
وسجلت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، تلوثا إشعاعيا داخل الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في نطنز، لكن ليس هناك تلوث في الخارج، وأكدت: “نحتاج إلى تنظيف الإشعاعات داخل موقع نطنز ولا يوجد ما يدعو للقلق”.
يشار إلى أن الهيئة الوطنية العراقية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبايولوجية، أكدت أمس الجمعة، أنها لم ترصد أى تسرب إشعاعى، بسبب الغارات الإسرائيلية على مواقع نووية في إيران.
