وجه رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة دعوة إلى الأردنيين، الأحد، لتشجيعهم على التبرع بيوم عمل لدعم الفلسطينيين في قطاع غ-ز ة، بدلا من تنفيذ “إضراب عام”، وأكد أن الادعاءات بمرور بضائع برا إلى إسر-ائيل عبر الأردن، تندرج في باب “الأكاذيب”.
وجاءت تصريحات الخصاونة خلال جلسة لمجلس الوزراء عُقدت، صباح الأحد، علق فيها على قضيتي الإضراب المرتقب، والمزاعم بشأن سماح الأردن بمرور جسر بري عبر أراضيه لنقل بضائع إلى إسر-ائيل.
وفي التصريحات التي نقلتها وزارة الاتصال الحكومي لوسائل الإعلام، قال الخصاونة: “سمعنا ونسمع الكثير من أوجه التشويه والتضليل والكذب عن نشاطات تجري في الأردن وعبر الأردن، من شأنها أن توفر غطاءً أو دعماً لاستمرار آلة التقتيل التي نعمل بدأب وجدية على وقفها”.
وأضاف الخصاونة: “نقول بملء الفم وللمرة الأخيرة، النقل الذي يمرّ ويخرج من وإلى الأردن لم تتغير ترتيباته منذ سنوات طويلة، وترتيبات النقل الحاكمة والضابطة لدخول الأشخاص والبضائع عبر الترانزيت هي ذات الترتيبات القائمة منذ عقود، ولم يجرِ عليها أي تغيير أو تعديل أخيراً، وما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وجدد الخصاونة في تصريحاته التأكيد، على مواقف الأردن الثابتة والمعروفة من دعم الفلسطينيين والتحركات الدولية التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأكد رئيس الحكومة الأردنية أن الجميع يقف “مع الحالة الوطنية العامة والحالة الدولية العامة، في إطار إنتاج الضغط الدَّولي اللازم لوقف هذا التقتيل والعدوان والجرائم الآثمة التي تقترفها إسر-ائيل بحقّ الأطفال والمسنين والمدنيين والأبرياء في غزّة”.
وكانت مصادر حكومية أردنية أكدت، السبت، لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، أن “ما يتم تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل التواصل الاجتماعي، عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسر-ائيل، لا صحة لها أبداَ”.
وبشأن الإضراب المتوقع تنفيذه، الاثنين، على غرار إضراب سابق شاركت به قطاعات اقتصادية وتجارية على نطاق واسع في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال الخصاونة: “نشجع على التبرع بعمل يوم بدلاً من الإضراب لصالح النشاط الإنساني والإسناد الإنساني، لأهلنا في قطاع غ-ز ة”.
وأضاف: “أيّ إضراب أو نشاط هو تعبير يستهدف الضغط السياسي للوصول إلى موقف معين، ونحن لدينا موقف متحِد ما بين القيادة والحكومة والشعب، وبالتالي تصبح هذه الدعوات ضرباً من إيذاء الذات وإنتاج الوهن في الجبهة الداخلية الأردنية”.
وأشار الخصاونة في حديثه، إلى أنه من “المطلوب اليوم أن تكون الجبهة الداخلية قوية اقتصادياً واجتماعياً، وفي وضع تستطيع فيه أن تخدم وتقدم العون اللازم لأهلنا في غ-ز ة والضفة الغربية”، لافتا إلى ما قال إنه وعي المواطنين تجاه هذه القضايا المختلفة، وأنّ “هناك ملايين راغبين في تقديم الدعم العيني والنقدي والوجداني لأهلنا في فلسطين و غ-ز ة”.
وتحدث رئيس الوزراء الأردني أيضا عن الحالة الوطنية والاجتماعية والاقتصادية المتماسكة، قائلا إنها “تصبح مطلباً وطنياً أساسياً”، وإن “الدعوات المتعلقة بشلّ النشاط الاقتصادي من إضرابات وغيرها، لم ولا تخدم دعم أهلنا في غ-ز ة وإسنادهم بشيء، وتفضي وتؤدي إلى ضرر بأرزاق الناس وبالحالة الاقتصادية”.
وأكد الخصاونة “ضرورة أن نُعمل العقل تجاه التعامل مع هذه الدعوات، ونحن نثق في حكمة وعقل ووجدانيات أهلنا ونتساءل: بماذا يخدم الإضراب العام في الأردن التي يوجد اتحاد بين موقفها الرسمي والشعبي تجاه دعم وإسناد أهلنا في غ-ز ة وفلسطين؟”.
وأكد الخصاونة، أن شريان الدعم والإسناد الذي يقدمه الأردن للأشقاء الفلسطينيين، شمل إرسال أدوية ومستلزمات صحية وطبية وقمح وحبوب، وقوافل مساعدات وعمليات إنزال بالطائرات، لإيصال المساعدات للمستشفيات الميدانية في غ-ز ة، لدعم صمود الأشقاء في هذه الظروف.
وأوضح أن الشعب الأردني كما هو دأبه “يرتقي دوماً إلى مستوى الحدث والمسؤولية الوطنية، ويدرك أن دعوات التحريض والتشكيك مغرضة، وتستهدف المساس بأمننا وسلمنا المجتمعي واقتصادنا، ولم يسمح بأن تجرّ فئة قليلة ضالة البلاد إلى أتون هذه الاتجاهات التي تستهدف حالة الاستقرار الوطني”.
وأشار رئيس الحكومة الأردنية، إلى أن بلاده بدأت “تلمس” تغييراً وانعطافاً في المواقف الدولية تجاه “الجرائم التي تقترفها إسر-ائيل”، وأضاف: “ونقول بأمانة واعتزاز إنّ لجلالة الملك عبدالله الثاني دوراً طليعياً وكبيراً فيها”.