ألحقت القوات الإسرائيلية أضرارا جسيمة بمقبرة في خان يونس بجنوب غ-زة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث قامت باستخراج الجثث ونقلها، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن ذلك كان جزء من البحث عن رفات الرهائن الذين احتجزتهم
حركة “ح-م-اس” خلال هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول المباغتة.
وأظهرت لقطات للمقبرة وقد تم تجريفها، مع تضرر القبور وتدميرها، وترك بقايا بشرية مكشوفة، بعد أن أجرى الجيش الإسرائيلي عمليات في المنطقة.
وردا على طلب للتعليق على تدمير القبور، قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن “إنقاذ الرهائن والعثور على جثثهم وإعادتها هي إحدى مهامهم الرئيسية في غ-زة، ولهذا السبب تم إزالة الجثث“.
وأضاف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ، إن “عملية تحديد هوية الرهائن، التي تتم في مكان آمن وبديل، تضمن الظروف المهنية المثالية والاحترام للمتوفين”، مضيفا أن الجثث التي تم تحديد أنها ليست جثث الرهائن “يتم إعادتها بكرامة واحترام“.
ووفقا للقانون الدولي، فإن الهجوم المتعمد على مقبرة يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، إلا في ظروف محدودة للغاية تتعلق بتحول هذا الموقع إلى هدف عسكري.
وقال الجيش الإسرائيلي ، إنه عند “تلقي معلومات استخباراتية هامة، فإنه يجري عمليات دقيقة لإنقاذ الرهائن في مواقع محددة حيث تشير المعلومات إلى احتمال وجود جثث الرهائن“.
وأضاف: “لولا قرار ح-م-اس المستهجن باحتجاز رجال ونساء وأطفال ورضع إسرائيليين كرهائن، لما كانت هناك حاجة لمثل هذه عمليات البحث عن رهائننا“.
وتم تداول تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي حول قيام الجيش الإسرائيلي بأخذ الجثث من المقابر، وشاركها أشخاص غاضبون من هذه الممارسة.
وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي باستخراج الجثث.
وقالت إسرائيل إن 253 شخصا احتجزوا كرهائن خلال هجوم “ح-م-اس”، وتعتقد أن 132 رهينة ما زالوا في غ-زة 105 منهم على قيد الحياة و27 قتيلا.
وتظهر صورة القمر الصناعي للمقبرة التي التقطها شركة “ماكسار تكنولوجيز” الأمريكية، المتخصصة في التصوير عبر الأقمار الصناعية، في 15 يناير/كانون الثاني، المنطقة دون عائق، مما يشير إلى أن الأضرار حدثت منذ ذلك الحين وحتى دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة في 17 يناير/كانون الثاني.
وأثارت عملية الجيش الإسرائيلي حول منطقة المقبرة، والتي تشمل أيضا مجمع مستشفى النصر ومستشفى ميداني أردني، حالة من الذعر، بحسب مقاطع فيديو من مكان الحادث وشهود.
ويقيم نحو 7000 شخص في مجمع النصر، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، بدأت القوات الإسرائيلية بالتحرك نحو المستشفى، مما دفع حشودا من الناس إلى الفرار، وأظهرت مقاطع فيديو متعددة من المشاهد أشخاصا يحملون بطانيات ومراتب ومتعلقات شخصية أخرى وهم في طريقهم للخروج من المجمع.
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن “ح-م-اس” نفذت مؤخرا عملية إطلاق نار من داخل مجمع المستشفى باتجاه القوات الإسرائيلية في خان يونس.
وأضاف أن “قوات الكوماندوز التابعة للجيش الإسرائيلي تعمل في منطقة خان يونس من أجل تحديد وتفكيك البنية التحتية للإرهاب“.
ومن جانبها، قالت القوات المسلحة الأردنية إن المستشفى الميداني الذي تديره والذي يقع بجوار المقبرة في خان يونس تعرض لـ”أضرار مادية جسيمة نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر في محيط المستشفى طوال الليل وحتى صباح الأربعاء“.