“الانتقام لهجمات ميونيخ” و”هاتف عياش”.. تاريخ عمليات تفجير أجهزة اتصالات يُشتبه بضلوع إسرائيل فيها

 انفجرت مئات أجهزة “البيجر” في وقت واحد تقريبًا في جميع أنحاء لبنان الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة الآلاف، علم أن الانفجارات كانت نتيجة عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، والجيش الإسرائيلي.

وبعد مرور 24 ساعة تقريبًا، انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية “ووكي توكي” في موجة جديدة من الانفجارات الأربعاء بجميع أنحاء لبنان، حسبما قال مصدر أمني .

إن الهجمات المشتبه بها ضد جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران هي الأحدث في سلسلة من العمليات السرية التي ترفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بها ولكن يُزعم أن عملاء إسرائيليين نفذوها.

الرد على عملية ميونيخ

ويعود تاريخ إسرائيل المزعوم في زرع المتفجرات في أجهزة الاتصالات إلى عام 1972، عندما انتقمت لمقتل 11 إسرائيليا، من بينهم رياضيون، في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ، في عملية نفذتها منظمة “أيلول الأسود” الفلسطينية.

ورداً على ذلك، أطلقت إسرائيل “عملية غضب الله” وأمضت سنوات في تعقب المتورطين في مذبحة ميونيخ.

وكان محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، من بين المستهدفين.

واقتحم عملاء مجهولون يقال إنهم على صلة بالمخابرات الإسرائيلية منزله وزرعوا قنبلة في هاتفه، قبل أن يقوم شخص آخر – تظاهر بأنه صحفي إيطالي – بترتيب مقابلة هاتفية مع الهمشري. وعندما رد على المكالمة وعرّف عن نفسه، تم تفعيل القنبلة عن بعد.

“المهندس”

أعادت هجمات الثلاثاء والأربعاء لأذهان الكثيرين عملية قتل يحيى عياش عام 1996، كبير صانعي القنابل في حماس المعروف باسم “المهندس”، المسؤول عن مقتل عشرات الإسرائيليين.

وقُتل عياش في غزة بعد أن انفجر هاتفه الخلوي الذي كان مملوءًا بـ 50 جرامًا من المتفجرات بالقرب من رأسه. وبعد مقتله، قُتل عشرات الإسرائيليين في أربع عمليات تفجير انتحارية انتقامية. 

علماء نوويون إيرانيون

ومنذ عام 2010، قُتل خمسة علماء نوويين إيرانيين في عمليات اغتيال مرتبطة بمنظمات أجنبية، بينما تحاول إسرائيل منع أكبر خصم لها من تطوير أسلحة نووية.

وفي أغسطس/آب 2015، في ذروة الاغتيالات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه يعالون بشكل غامض للمجلة الألمانية دير شبيغل إنه لا يمكن تحميله المسؤولية “عن متوسط ​​العمر المتوقع للعلماء الإيرانيين”.

ويعتقد خبراء أن إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولتان عن نشر فيروس الكمبيوتر المعقد المسمى “ستاكسنت” الذي دمر أجهزة الطرد المركزي في منشأة نووية إيرانية في عام 2010.

وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن الهجوم الإلكتروني، الذي استهدف أجهزة الطرد المركزي بما في ذلك تلك الموجودة في محطتي نطنز وبوشهر النوويتين، نشأ في إسرائيل والولايات المتحدة، لكن لم تعلق أي من الدولتين على منشأ الفيروس.

والجدير بالذكر أن فيروس “ستكسنت” كان من المرات الأولى التي ظهر فيها هجوم إلكتروني خارج الفضاء الإلكتروني، مما تسبب في خروج أجهزة الطرد المركزي عن نطاق السيطرة دون أن يلاحظها أحد. ويبدو أن هجوم البيجر هو مثال آخر للهجوم الإلكتروني الذي يسبب عواقب مادية، على عكس سرقة الأموال من حساب مصرفي أو إغلاق موقع إلكتروني.

واغتيل محسن فخري زاده، الذي كان كبير العلماء النوويين الإيرانيين، شرق طهران في عام 2020 بواسطة مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد يعمل من سيارة نيسان قريبة.

 

وقال مسؤولون إيرانيون إن السلاح استخدم الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف على الوجه للكشف عن فخري زاده وفتح النار، قبل أن تنفجر السيارة، التي يقال إنها محملة بالمتفجرات. 

وحمل كبار المسؤولين الإيرانيين إسرائيل مسؤولية الاغتيال، في حين لم تعلق إسرائيل.

عن admin

شاهد أيضاً

رد “لاذع” من زيلينسكي على تصريح بوتين عن “مبارزة الصواريخ”

 رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل لاذع على تصريحات قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال …