قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) في تقرير غير سري أصدره الكونغرس، الأربعاء، إن الغزو الروسي لأوكرانيا “تسبب في اضطرابات عميقة في إمدادات الغذاء العالمية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة خطر انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
ووجد التقرير المؤلف من 8 صفحات أن “الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب كانت المحرك الرئيسي لواحدة من أكثر الفترات اضطرابا منذ عقود بالنسبة للأمن الغذائي العالمي”، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن أوكرانيا وروسيا كانتا من بين أكبر المصدرين في العالم للحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى قبل الحرب.
وبحسب التقرير، فإنه على الرغم من أن المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي قد تراجعت منذ بداية هذا العام، “فمن المرجح أن تعتمد أسعار المواد الغذائية العالمية في المستقبل جزئيا على ما يحدث مع اتفاقية الحبوب البحر الأسود، التي انسحبت منها روسيا في يوليو/ تموز”.
وسمحت الاتفاقية، الذي يسرتها الأمم المتحدة، للشحنات الزراعية الأوكرانية بالخروج بأمان من موانئ البحر الأسود والوصول إلى السوق الدولية.
وخلص التقرير إلى “مقدار المساحة التي تستطيع أوكرانيا زراعتها مع استمرار الحرب، وسيكون لتكلفة الأسمدة وتوافرها تأثير أيضا على أسعار الغذاء العالمية”.
ووصلت أسعار الأسمدة العالمية إلى مستويات شبه قياسية في منتصف عام 2022 مع ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي العالمية.
وقال التقرير: “إن الجمع بين ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية والمستويات التاريخية للديون السيادية في العديد من البلدان الناجمة إلى حد كبير عن الإنفاق، والآثار الانكماشية لجائحة كوفيد-19، قد أضعف قدرة البلدان على الاستجابة لمخاطر انعدام الأمن الغذائي المتزايدة”.
وأضاف: “من المحتمل أن تؤدي هذه العوامل إلى تقويض قدرة العديد من البلدان الفقيرة على توفير الغذاء الكافي وبأسعار معقولة لسكانها حتى نهاية العام.”
وذكر التقرير أن “الجفاف الذي حدث العام الماضي في كندا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة أدى إلى تفاقم الضغوط المرتبطة بالحرب على الإمدادات الغذائية العالمية”.
واتهم مسؤولو الاستخبارات الأمريكية روسيا في الماضي باستخدام الإمدادات الغذائية كـ”سلاح من خلال منع الصادرات الأوكرانية وتدمير البنية التحتية واحتلال الأراضي الزراعية الأوكرانية”.
وقال التقرير، نقلا عن صور الأقمار الصناعية وتقارير مفتوحة المصدر، إن روسيا “سرقت ما يقرب من 6 ملايين طن من القمح الأوكراني المحصود من الأراضي المحتلة في عام 2022، وستسير سفن الشحن المستخدمة لنقل الحبوب المسروقة من الأراضي التي تحتلها روسيا في عام 2022 على طول الساحل”.
وذكر التقرير أن “تركيا ستقوم بتسليم الشحنات إلى موانئ في سوريا وإسرائيل وإيران وجورجيا ولبنان”.
وقال التقرير: “لا يمكننا تأكيد ما إذا كان مشتري الشحنات الروسية على علم بمنشأ الحبوب الأوكراني”.
وتم إعداد التقرير بموجب مشروع قانون “تفويض الاستخبارات”، وأصدرته لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
وقال رئيسا اللجنة، النائبان مايك تورنر وجيم هايمز، في بيان: ” هذا التقرير يلقي الضوء على الاضطراب الأوسع الذي أحدثته الحرب في الأمن الغذائي العالمي ويكشف كيف استخدم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عمدا الأمن الغذائي والتهديد بالمجاعة كورقة تفاوض”.