وسعت الحكومة الأردنية مسارات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غ-ز ة ومناطق الضفة الغربية خلال الأسابيع الماضية، فيما من المتوقع أن تنطلق شحنات محملة بالحبوب والقمح، الخميس، عبر جسر الملك الحسين، لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية، كأولى دفعات المساعدات الغذائية إلى الضفة الغربية.
وكسر الأردن مبكرا الحصار على قطاع غ-ز ة، منذ إطلاق أولى الطائرات العسكرية المحملة بالمساعدات الإغاثية الطبية في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بين 3 طائرات لسلاح الجو، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية التي أطلقت حملة تبرعات لإيصال طرود غذائية وطبية عبر معبر رفح، توزع بالتنسيق مع وكالة “الأونروا” والمنظمات الدولية الأخرى.
وشكلت عملية الإنزال الجوي للمواد الإغاثية الطبية إلى المستشفى الميداني الأردني في غ-ز ة ـ عبر طائرة عسكرية انطلقت من عمّان، ليل الأحد، “اختراقا كبيرا للحصار على غ-ز ة، إذ نُفّذت العملية بإصرار من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني”، وفق مصادر مطلعة، “للإبقاء على ديمومة عمل المستشفى”.
ونشر ملك الأردن حينها، منشورا على حسابه الرسمي على منصة “إكس”، تعليقا كتب فيه “الحمد الله تمكن نشامى سلاح الجو في قواتنا المسلحة في منتصف هذه الليلة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غ-ز ة، هذا واجبنا لمساعدة الجرحى والمصابين الذين يعانون جراء الحرب على غ-ز ة، وسيبقى الأردن السند والداعم والأقرب للأشقاء الفلس طينيين”.
وتمت العملية في ظروف معقدة بواسطة “المظلات “، محاطة باستمرار القصف على القطاع بعد أن أبلغ الأردن الجانب الأمريكي بها، خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن لعمّان، وحمّل الأردن حينها إسرائيل “مسؤولية سلامة عملية الإنزال والطواقم المشاركة”.
ونقلت قناة المملكة الرسمية عن مدير المستشفى الميداني في غ-ز ة 76 ثائر الخطيب قبل يومين، بأن عملية الإنزال شملت إسقاط 3 طرود محملة بالمواد الطبية بالمظلات، وبحمولة 1000 كيلوغرام لكل طرد.
والعملية التي أكد الأردن “استعداده لتكرارها”، تأتي في سياق “رفض تسييس المسار الإنساني للحرب على غ-ز ة، وعدم تردد الأردن في إطلاق جسر جوي للمساعدات لاحقا، إذا استدعت الحاجة”، على ما أفادت مصادر.
و إلى ذلك، يعتزم الأردن، الخميس، تسيير أولى شحنات الحبوب والقمح إلى الضفة الغربية والمخصص لها 45 ألف طن كمساعدات إجمالية منذ هذه المواد، يرجّح أنها من المخزون الاستراتيجي للمملكة.
وتعتبر هذه الشحنات الثانية للضفة الغربية، حيث تم تسيير 6 شحنات الأسبوع الماضي إلى الضفة الغربية، محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية، لتكون هي الأولى من دولة عربية إلى تلك المناطق.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر إلى أن الترتيبات الأولية لإنشاء مستشفى ميداني عسكري في منطقة رفح على تخوم حدود غ-ز ة تجري على قدم وساق، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى الفلسطينيين، جراء استمرار الح رب الإسرا ئيلية على القطاع.