رأى نائب رئيس الوزراء الأردني السابق، جواد العناني، بأن الأردن حقق اختراقات عديدة في مسارات الحرب على غ-ز ة سياسيا وإنسانيا ودبلوماسيا، وقال بأن “لإسر ائيل قوة دفع، ولكن للأردن قوة منع”، مؤكدا أن الأردن يمتلك “عناصر تصعيد لاحقة” أيضا، تعقيبا على السياسة التصعيدية المتدرجة التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية، للرد على التصعيد الإسر ائيلي في قطاع غ-ز ة وتداعياته.
وأوضح العناني في تصريحات في هذا السياق، بأن “دفاع الأردن عن القضية الفلسطينية لا يقتصر على هذه الحرب”، وقال: “الأردن يدافع عن القضية الفلسطينية وتأثيراتها المباشرة جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا وعن العلاقات الخارجية ومستقبل العملية السلمية، الملك عبدالله الثاني في خطاباته كافة، نبّه مرارا إلى خطورة تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما تحدث عنه رئيس الحكومة مؤخرا يشير إلى جاهزية الإجراءات في أي حالة طوارئ”.
واعتبر رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، في تصريحات سابقة له بأن محاولات تهجير الفلس طينيين من غ-ز ة أو الضفة الغربية إلى الأردن، هي بمثابة إعلان حرب على المملكة، وأن على إسر ائيل أن تتوقع أي شيء من الأردن “في حال اقتربت من القدس أو المسجد الأقصى”.
وتتقاطع المواقف الرسمية الأردنية في رفض سيناريوهات تهجير الفلس طينيين من قطاع غ-ز ة أو الضفة الغربية، فيما شكلّت خطوة استدعاء السفير الأردني من تل أبيب وإبداء عدم الرغبة بعودة السفير الاسرائيلي إلى عمّان، خطوات تصعيدية محورية، قد يتبعها خطوات أخرى، كما يرى العناني.
وفيما يخص التحذير من “التهجير” كخطر أكبر لتداعيات الحرب على غ -زّ ة، قال العناني: “حديث الأردن عن اعتبار التهجير للأردن بمثابة إعلان ح رب لغة مقصودة.. إسر ائيل نجحت في حدوث حركة نزوح من الشمال إلى الجنوب في غ-ز ة، ولكن الأردن سيمنع أي نزوح إلى الضفة الشرقية، يجب ألا نكون عنصرا مساعدا لهم، هم لديهم قوة دفع ونحن لدينا في الأردن قوة منع”.
وشكّل كسر الأردن للحصار على غ-ز ة خطوات متقدمة في الموقف الرسمي وفقا للعناني، وقال إن صوت الأردن “أصبح مسموعا أيضا ووضع له مكانة في المحور الصحيح في التحركات الدبلوماسية”، وتابع: “يجب أن يكون للأردن دور مؤثر في الحلول السلمية للقضية الفلس طينية حتى الوصول إلى حل مشرّف”.
ورأى العناني أن “خطوة السفراء لها ثقلها ووزنها” وأن الأمر لابد أن ينسحب على الموقف المصري، بحسبه.
وتحدث وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، ليل الأربعاء، بلهجة حادة حول رفض الأردن لأي سيناريوهات أو حتى حديث “عن” مرحلة ما بعد غ-ز ة وانتهاء الحرب عليها، معتبراً أن ما يطرح من سيناريوهات في هذا السياق “غير واقعي ومرفوض ولا يتعامل معها الأردن”.
وقال خلال ندوة نظمت في أمانة عّمان، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن الأردن يشدد الآن في هذا السياق على وقف الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الفلس طينيين، وأي حديث آخر يتم بعد ذلك، مؤكداً رفض الأردن لأي حديث عن “إدارة غ-ز ة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية”.
وردا على تساؤلات مشاركين حول إعلان إسر ائيل عزمها القضاء على حركة حماس في غ-ز ة، قال الصفدي: “حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعاً مغايراً عليه أن يلبي حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني وبالسلام الشامل، إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلس طينية وحقوق شعبها فإننا سنعود للح رب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم”.