في الأيام التي تلت الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي المعمداني المكتظ في غزة، والذي أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين وسط تبادل الاتهامات بين المسلحين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية حول المسؤولية، بدأ تحليل الصور واللقطات المتاحة للجمهور في تقديم بعض المعلومات حول سبب الانفجار، إلا أنه وبدون القدرة على الوصول إلى الموقع وجمع الأدلة من الأرض، لا يمكن التوصل إلى نتيجة نهائية.
قامنا بمراجعة العشرات من مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تم بثها على الهواء مباشرة وتم تصويرها من قبل صحفي مستقل يعمل في غزة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، لتجميع ما حدث بأكبر قدر ممكن من التفاصيل.
وبدون القدرة على الوصول إلى الموقع وجمع الأدلة من الأرض، لا يمكن التوصل إلى نتيجة نهائية. لكن التحليل يشير إلى أن صاروخًا أطلق من داخل غزة انشطر في الجو، وأن الانفجار الذي وقع في المستشفى كان نتيجة سقوط جزء من الصاروخ على مجمع المستشفى.
وقال خبراء الأسلحة والمتفجرات الذين لديهم عشرات السنوات من الخبرة في تقييم أضرار القنابل، والذين راجعوا الأدلة المرئية، إنهم يعتقدون أن هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا –رغم أنهم يحذرون من أن عدم وجود بقايا ذخيرة أو شظايا من مكان الحادث يجعل من الصعب التأكد. واتفق الجميع على أن الأدلة المتاحة عن الأضرار في الموقع لا تتفق مع الغارة الجوية الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن “خطأ بصاروخ” أطلقته حركة الجهاد الإسلامي هو الذي تسبب في الانفجار، وهو ادعاء قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إن المخابرات الأمريكية تدعمه، في حين قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في وقت لاحق إن تحليل الصور الملتقطة من السماء، والرصد والمعلومات مفتوحة المصدر تشير إلى أن إسرائيل “غير مسؤولة”.
ومع ذلك، يتهم المسؤولون الفلسطينيون والعديد من القادة العرب إسرائيل بقصف المستشفى وسط غاراتها الجوية المستمرة في غزة. وقد نفت حركة الجهاد الإسلامي (أو الجهاد الإسلامي في فلسطين) – وهي جماعة منافسة لحماس – مسؤوليتها.